معرض فوتوغرافي : عالم على الماء" عن جنة السومريين المنسية للمصورالسويدي بيترمونسن وزيارته في العام 1978
لزيارة المعرض ( اضغط هنا )
حاملاً حقيبة الظهر، وآلة تصوير ولفافتين من أفلام التصوير، قضى ثلاثة أيام كاملة في أهوار جنوب العراق في ربيع عام 1978. وكان الشابّ بيتر مونسون يحلم بهذه الزيارة منذ أن قرأ كتاب عرب الأهوار
تعكس الصور لحظات وُلِدت من الماضي، ولكن المعرض يروي لنا عن هذه المنطقة التي أصبحت واحدة من مناطق التراث العالمي من خلال منظور زمنيّ بعيد. وعن رحلة من الأمل والثقة بالمستقبل، الى القلق والهروب، وعن اعتماد المنطقة بأسرها على توّفر المياه
تعتمد البيئة الطبيعية الفريدة للأهوار واستفادة الناس منها بشكل كامل على إمدادات المياه من نهري دجلة والفرات. تاريخياً كان تدفّق المياه الكبير أساساً لقيام العديد من الممالك واُقتسمت بين مختلف الاقوام التي كانت تستخدمها. وقدأثرّت عمليات الردم وإقامة السدود في أعالي النهر على، وأحياناً كان تهدّدُ، وفرة المياه في مناطق الأهوار
منذ خمسينيات القرن الماضي، وُضعت خطط لفتح قنوات ريّ كبيرة وإقامة سدود في أعالي النهر، لغرض زيادة مساحة الأرض المزروعة والحماية من الفيضانات. التقطت صور بيتر مونسون لحظات تعود الى فترة صعود الازدهار الاقتصادي وفي جوّ من الايمان بالمستقبل كان سائداً في منطقة الأهوار. تمّ آنذاك استصلاح أراضي حقلية جديدة من خلال مشاريع صرف مياه صغيرة، وفي نفس الوقت كان تطوير البنية التحتية وبناء مدارس القرى والمستوصفات الصحية يجري على قدم وساق
خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات، اُصيبت المنطقة بأهوال الحرب وحركات التمرد. ولغرض إحكام السيطرة، قرر قادة العراق إجراء عمليات صرف شاملة لمياه الأهوار. أجبرَ الجفاف والإرهاب الجزء الأكبر من سكان الاهوار البالغ عددهم 400.000 مواطن على الهروب من المنطقة. عند سقوط صدام في 2003 كانت مساحة الأهوار قد تناقصت الى 10 % من مساحتها خلال السبعينيات. تمّ هدم السدود وعادت المياه. وهكذا ايضاً فعلت النباتات والحيوانات، ويُقَدّر اليوم أن الأهوار قد استعادت عافيتها 65 % مقارنة بما كانت عليه في السبعينيات
تسكن في اليوم الراهن الكثير من العوائل التي تمتّد جذورها عميقاً في منطقة الأهوار، بشكل رئيسي على تخومها. ويبدو من المستبعد حدوث عمليات إعادة استيطان على نطاق واسع الى قلب الأهوار والعودة الى نمط الحياة التقليدية. ويشهد الاكتفاء الذاتي الذي كان سائداً في السابق وكان يرتكز على الصناعات الحرفية وتربية الجاموس، وصيد الأسماك وصيد الحيوانات والزراعة على نطاق صغير، تحديات من إمكانية العمل بأجر وتوّفر المدارس والرعاية الصحية في المناطق المأهولة. بعد أن أصبحت إرثاً طبيعياً عالمياً منذ 2016 توجد خطة لإدارتها تشمل أيضاً القيم الثقافية التاريخية للأهوار واستعمال السكان للمصادر الطبيعية. ولكن ليس قبل التوّصل الى اتفاقية تُنظّم استعمال البلدان المجاورة للمياه في أعالي النهرين، توجد إمكانية قيام العراق بنفسه اتخاذ القرارات لتأمين مصادر المياه في منطقة الأهوار
Comments powered by CComment