سلام طه

عراق واحد ام عراقان ... البحث في جذور التسمية

Posted in سلام طه

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

تباينت اراء العلماء و الباحثين من آثاريين الى مؤرخين ومستشرقين وكذا رحالة وجغرافيين و اصحاب معاجم في اصل الأسم " عراق " وجذوره , في المبحث الموجز ادناه نحاول تفصيل تشعبات الموضوع بما توفر بين ايدينا من مصادر.

 

اعداد : عبدالسلام صبحي طه

ايلول 2014



تباينت اراء العلماء و الباحثين من آثاريين الى مؤرخين ومستشرقين وكذا رحالة وجغرافيين و اصحاب معاجم في اصل كلمة " العراق " وجذوره , في المبحث ادناه احاول تفصيل تشعبات الموضوع , وكذا اشير في الخاتمة الى المصادر المختلفة التي تعين المهتمين في هذا الموضوع.

من الممكن تبويب مدارس الرأي التي اهتمت بالموضوع بما يلي

 

- الاولى ( الآثارية ) تعود الى ان اصله من تراثه اللغوي القديم و هذا رأي يؤيده علماء الاثار و الباحثين اللغويين المختصين بوثائق العراق القديم ومنهم العلامة طه باقر الذي يقول بقدم الاسم وانه ربما اشتقاق من ارك او اوروك مدينة العاهل السومري الشهير جلجامش والمعروفة اليوم بأسم الوركاء وتعني المستوطن _ والتي ردت في العهد القديم بأسم اريخا

,. ويرى المؤرخ اولمستيد ( في مؤلفه تاريخ اشور ص 108 - تحميل ) ان اول استعمال لكلمة عراق وردت في العهد البابلي الكاشي ( الكاشيين وعاصمتهم دوركيلكالزو - عقرقوف قرب بغداد ) في وثيقة ترقى الى حدود القرن الثاني عشر ق.م عن العاهل الاشوري ارتا- توكلتي وجاء فيها اسم اقليم على هيئة ( أراكيا - اريقا ) والذي صار فيما بعد الاصل العربي لبلاد بابل ,وان اوضح استعمال شاع لمصطلح عراق بدأ ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين..

وفد كتب الاستاذ رزوق عيسى مقالتين في مجلة ( لغة العرب - تحميل المجلة) بعنوان " معنى كلمة عراق " المجلد 4 (1926-1927 ) ان عددا من المؤلفين الاجانب كالمؤرخ الاميركي ( كلاي ) ان ديار العراق كانت قبل ستة الالاف سنة تعرف بأسم ( اورو - اورا -اوري ) وفي عهد السومريين والاكاديين تسمى ( كي - اووري ) او ( كي-اورا ) وذلك بحسب كتاب ليونارد كنك ( تاريخ سومر واكد - مطالعة الكتاب انقر هنا ) ومن المحتمل ان الفرس القدماء نقلوا الى لسانهم معنى كلمة اورو التي تفيد بين النهرين الى ( ايراء ) وارادوا بها شاطئ البحر لأن اور تعني ديار او بلاد و آر تعني نهر في لغة الاكاديين والاشكوزيين او كوش بابل
وفي ذات الكتاب ( اي تاريخ سومر واكد) ان اول اسم اطلق على العراق كان لفظة ( كلام ) او ( قلم ) ومعناها الارض ثم ابدلت بمرور الزمن بكلمة ( قنجي او انكي بالكاف الثقيلة ) ومعناها ارض القصب

و
للدكتور محمود حسين الامين رأي اشمل واعم ( مع الاشارة انه لم يشر الى اي مصادر للاستناد عليها ) و القائل بوجود تشابه وتقارب ما بين اسماء مدن العراق القديم في الكتابات السومرية اما في المقطع الاول او الاخير مثل : اوروك, اوروكوك- لاراك ونظرا لهذه التشابهات اللفظية بين حرفي ( يو ) في لغة السومريين و حرف ( عين ) العربية او الجزرية الغربية ( السامية اصطلاحا ) ان لم يكن الحرفان حرفان واحدا وكذا التشابه المذكور بين الحرف ( كاف ) في اسماء المدن السومرية والحرف ( قاف ) العربي فأن التسمية ( عراق ) يمكن ان تكون مجموعة اسماء هذه المدن الثلاثة كونها تشكل حدود بلاد سومر او سهل شنعار وهي ذاتها منطقة ( السواد العباسية ) او جنوب العراق الحالي والمحصورة بين دجلة والفرات ومن الخط الممتد شمالا من مدينة الكوت حتى جنوب بابل عند نهر الفرات فيمكن ان تصبح التسمية مأخوذة من ايريك-ايريخ- اوروك-عوروك-عروك-عروق-عراق... و تكتب( اونكو كي ) ويقابل المقطع ( اونوك ) في اللغة الاكدية الاسم ( سوبتو ) ومعناه المستقر والمستوطن.

المدرسة الثانية ( الاعجمية ) تقول بفرضية ان اسم العراق اعجمي ومعرب من اصول فارسية مثل : ايران شهر, ايراء, ايراق, ايراك ومعناها البلاد السفلى او المنخفضة او الجنوبية وقد فند هذا الرأي
الباحث الاثاري الالماني أرنست هرتسفيلد والمستشرق المتخصص بالتاريخ الايراني - رابط مدونات هرتسفيلد الكاملة في الميتروبوليتان ( في رسالة ارسلت من طهران الى الاب انستاس الكرملي في 1921 عند سؤاله عن معنى اسم العراق و من ثم تم نشرها في مجلة لغة العرب - تحميل المجلة- بتاريخ 1927 الجزء 8 ص 241-243 ) وقال بالنص ان القائلين بأن العراق هي ايران مخطئون لانهم لم يعرفوا معنى ( ايراك ) والفوا لفظة ( ايران ) فنسخوا ايراك بايران وهذا لبس فاضح وتأويل غير مسؤول و ان الاسم عراق معرب من أيراك وتعني البلاد السفلى,وكان ابناء العصر الساساني يلفظون الكلمة الاخيرة ( ايريك ) بالكاف الفارسية التي تشبه الجيم المصرية والكلمة ايريك هي ايراك ومعناها البلاد السفلى وانما الاسم عراق هو معرب ايراك وليس له ادنى علاقة بأيران

المدرسة الثالثة ( العربية ) قالت بعروبية جذور هذا الاسم لانه ورد كثيرا في دواوين الشعر العربي القديم و كذا حاول اصحاب المعاجم رده الى اصول تتعلق بجغرافية الموقع ( فهو السهل المنبسط المحاذي للماء من نهر وبحر )
و في ما يلي موجز ما وردنا عنهم

بحسب
الخليل ‏بن أحمد الفراهيدي المتوفى في ‏النصف الثاني من القرن الثاني ‏للهجرة وهو أعظم قدامى ‏اللغويين
( في كتابه معجم العين - تحميل الكتاب ) :( إن العراق هو شاطئ ‏البحر وسمي العراق لانه على ‏شاطئ دجلة والفرات بامتداد حتى ‏يتصل بالبحر على طوله , و اهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عراقاً ) وهذا ‏أصح الاقوال في تسمية ‏العراق باسمه هذا وكان العراق ‏معروفا بهذا الاسم في عصور ‏الجاهلية.

في مروج الذهب للمسعودي - تحميل الكتاب : انما سمي عراقا لمصب المياه اليه كدجلة والفرات وغيرهما.

وفي الاحكام السلطانية لابي حسن علي بن محمد الماوردي - تحميل الكتاب - فانه انما سمي عراقا لاستواء ارضه حيث خلت من جبال تعلو اودية تنخفض والعراق في لغة العرب تعني الاستواء.

في معجم البلدان لياقوت الحموي - تحميل الكتاب : انه سمي عراقا من عراق القربة وهو الخزر المثنى الذي في اسفلها اي انها اي العراق هي اسفل ارض العرب وذلك لان الجغرافيون والبلدانيون المسلمون قد درجوا على جعل مكة وارض نجد الاعلى في الارض و العراق بذلك يعد الى اسفل نجد.

وفي لسان العرب لابن المنظور - تحميل الكتاب - ان العراق من استعراق الابل اي التي ترعى قرب البحر وكل ما اتصل بالبحر من مرعى فهو عراق, العراق شاطئ الماء وهو عراق لانه على شاطئ دجلة والفرات و لقربه من البحر, وان اهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر ( عراقا ), وسمته العجم ( ايران شهر ) ومعناه الكثير النخل فعُرب وقيل ( عراق ).

في القاموس المحيط للفيروزابادي - تحميل الكتاب - سمي العراق لتواشج أعراق النخل والشجر فيها و سمي عراق المزادة لجلدة تُجعل على ملتقى طرفي الجلد اذا خُزرت في اسفلها,لان العراق بين الريف والبر او لانه على عراق دجلة والفرات (اي شاطئيهما ) او معرب ( ايران شهر ) ومعناه كثير النخل والشجر.

في تاج العروس للزبيدي- تحميل الكتاب - : انما العراق من العَرق وجمع عراق بالكسر لشاطئ البحر وما اتصل بالبحر من مرعى فهو عُراق لان العُراق بين الريف والبر,او لانه على عُراق دجلة والفرات اي على شاطئيهما او هو ايران شهر ومعناه كثير النخل والشجر فعربت وقيل عُراق

و جاء في ‏المادة الثانية من قانون شعار ‏الجمهورية العراقية المرقم ( 57 ‏‏) لسنة 1959 المنشور في عدد ‏الوقائع العراقية المرقم ( 151 ) ‏بتاريخ 5 / 4 / 1959 أن تسمية ‏العراق بمعناه القديم (اراكي _ أي ‏بلاد الشمس )- سالم الالوسي

 

مصطلح ( العراقان ) وجذوره

 

يوجد رأيان بهذا الخصوص ويتلخصان بالاتي :

 

- العُراقان (عٌراق البصرة و عٌراق الكوفة ) وهذا هو الرأي الاغلب والاكثر وثوقا وقد ظهر اول مرة في زمن معاوية بن ابي سفيان لانهما الحاضرتين الوحيدتين بعد فتح ارض السواد من قبل المسلمين وبعد موت المغيرة بن شعبة امير الكوفة بحدود 50 هجرية وضم الامويين للكوفة على يد زياد ابن ابيه( وردت في الحوادث للطبري- تحميل الكتاب )

- العُراقان هما ( عُراق العرب وعُراق العجم ) و قد اطلق الفرس اسم عُراق العجم على ما جاور عُراق العرب ويقصدون بالجزء الجبلي المجاور ,ويضم مدن همدان واصفهان وقم ونهاوند والدينور

-في العصر السلجوقي ورد اسم العُراقين على العٌراق العربي و الاسم عُراق العجم عني به ارض ميديا او اقليم الجبال ( من الاصل الميدي للفرس تاريخيا ), وكان سلطان السلاجقة في العصر العباسي يلقب ب ( سلطان العُراقين ) بعد ان اتخذوا من همدان ( عٌراق العجم ) مقرا لهم ( انظر خريدة القصر وجريدة العصر للأصفهاني - قسم العُراق المحقق من قبل العلامة محمد بهجة الاثري) ص 459.

وقد ذُكر اسم عُراق العجم في ( مفاتيح العلوم للخوارزمي و المطبوع في القاهرة - 1342 م ص - 70- تحميل الكتاب ) : كانت الفرس تسمي صاحب النهر اي نهر جيحون ( مرزا توران ) اي حد الترك وكان اهل خراسان يسمونه (مرزا ايران ) اي حد العراق ومرز يعني الحد بالفارسية و المربان يعني ملك الاطراف وهو بعد مرتبة الملك او الخليفة.

وقد ضُرب اسم العُراق على المسكوكات في عهد الخليفة العباسي المأمون سنة 814 م حيث سكت الدنانير في عدد من المدن والاقاليم الاسلامية ومنها العراق, وقد نُقش اسم العراق تعبيراً عن ( مدينة السلام ) او بغداد.( انظر كتاب المسكوكات وكتابة التاريخ المطبوع في بغداد 1988 ص 64 للدكتور ناهض عبد الرزاق وكذلك كتاب المسكوكات المطبوع في الكويت عام 1982 )
 
حدود عراق العرب وعراق العجم بحسب اصطلاحات بلدانيي ومؤرخي الأدب في العصور الوسطى العربية الإسلامية
أ.د. عامر عبدالله الجميلي ( جامغة الموصل)
 
عراق العرب هو مصطلح جغرافي يشمل السهل الممتد مع انخفاض نهري دجلة والفرات، ويتمتد من ساحل الخليج العربي قرب عبادان إلى الموصل ويقع أغلبه ضمن جمهورية العراق حالياً. وبعكس عراق العجم فإن غالب أراضي عراق العرب ذات طبيعة سهلية وحسب القاموس المحيط (معجم عربي-عربي للفيروزآبادي)، العراق: بلاد من عبادان إلى الموصل طولاً، ومن القادسية إلى حُلْوان عرضاً. وأضاف ابن عبد الحق البغدادي أن حديثة الموصل هي حدّ العراق من جهة الموصل .
عراق العجم منطقة جغرافية تشمل الأراضي الواقعة شرق عراق العرب بما في ذلك مدن مثل أصفهان والري وقزوين وكرمنشاه وتعرف هذه المنطقة أيضا باسم إقليم الجبال تتضمن هذه المنطقة المناطق الجبلية الكردية والفارسية والآذرية.
خارطة لمحمود الكاشغري يظهر فيها اسم أرض العراقين شرق أرض خراسان
خلال تلك الفترة ما بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر ميلادي كان يطلق على المنطقتين عراق العرب (المنطقة السهلية على حوض نهري دجلة والفرات) وعراق العجم (المنطقة الجبلية) تسمية أرض العراقين ويفصل بين المنطقتين سلسلة جبال زاجروس.
 
293234312 594938098654615 6852967484091583928 n292423122 594938031987955 3016435480194809756 n
مصادر ومراجع تخص العرض

مقدمة في تاريخ الحضارات - ج 1 - وادي الرافدين - د. طه باقر - تحميل الكتاب

من تراثنا اللغوي القديم _ د . طه باقر

جريدة صدى بابل - المؤرخ يوسف غنيمة 1909- تحميل وعرض الجريدة

دور الخط المسماري في الحفاظ على هوية العُراق القديم -مجلة اداب الرافدين د.عامر سليمان - تحميل البحث

العُراق في كتابات اليونان والرومان - مجلة سومر - د.سامي سعيد الاحمد- تحميل البحث

العراق عي تاريخ هيرودوت - سليم طه التكريتي - تحميل المقال

أصل العُراق ومعناه واراء العلماء فيه _ ابراهيم حلمي العمر _ مجلة لغة العرب ,مجلد 2 -1912
تحميل وعرض ارشيف المجلة

نبذة تاريخية في اصول الامكنة العُراقية لكوركيس عواد و بشير فرنسيس

أسم العُراق , المؤرخ سالم الالوسي

History of Assyria Albert T. Olmstead تاريخ اشور, البرت اولمستد - تحميل وعرض الكتاب

موسوعة علم الاشوريات برونو مايسنر و اريك ايبلنغ
Reallexikon der Assyriology . Berlin & Liepzig - 1928 ( Bruno Messner &
Erich Ebeling )

مطالعة الكتاب - A History of Sumer and Akkad - W. King


Save

Comments powered by CComment

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker