الثقافة والحضارة (#مدونة زهراء تحسين)
يعتقد البعض ان الثقافة والحضارة هما مرادفتان تحملان المعنى نفسه. ولكن في الحقيقة الاثنين مختلفين عن بعضهما اختلافا جوهريا. سنحاول ان نبين الفرق بين الاثنين بصوره موجزة ومبسطة .
الثقافة:
في اللسان العربي يتصل تاريخ فعل ثقف بلغة العرب في الجاهلية. ويشكل القرآن الكريم مصدر معنى الثقافة : وهو الظفر بالشيء، بعد البحث والتفتيش عنه . كما جاء في الآية الكريمة : (( واقتلوهم حيث ثقفتموهم)).كما أن القواميس العربية القديمة والحديثة تنطوي على تحديدات متقاربة لمعنى الثقافة : ( سرعة الفهم، أي الذكاء والمهارة والدقة، والسعي لتحصيل المعرفة وتهذيب الفكر وصقله، وتقويم الاعوجاج، والبحث والتقصي). بيد أن ابن خلدون هو الذي أعطى للثقافة معاني ( عمرانية) مرتبطة بالعوامل المكونة للحياة الاجتماعية. فتقدم ( العلوم والصنائع) محصلة وجزء من كل والثقافة تحدد على ضوء ( البنية الاجتماعية) و (أعمار الدولة).
إما فكرة الثقافة الحديثة التي جاءت من أوربا كثمرة من عصر النهضة حيث أدى ازدهار الفكر والأدب والفن، منذ القرن السادس عشر، إلى استعارة الكلمة اللاتينية (culture) من الزراعة والعناية بالأرض، إلى التعبير عن الواقع الاجتماعي وعطاء الفكر. أذا الثقافة بمفهومها الحديث تعني ذلك الكل المركب الذي يحتوي على المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعرف، وكل القدرات والعادات التي حصل عليها الإنسان كعضو في المجتمع. كما تعني التنظيم لأنماط السلوك والأفكار والمشاعر التي تعتمد على استخدام الرموز. وعرف ريتشارد ماكيون الثقافة بكونها أنماط ناشئة عن تطور تأريخي. ومن ناحية أخرى أنها مجموعة من العادات يعترف بكونها مقبولة في جماعة معينة، كما يمكن متابعة أثارها في كل دوائر النشاط الإنساني كالسياسة والحقوق والفن والدين والمعرفة العقلية بمختلف صورها. وعلى ضوء هذا التعريف يتبين إن الثقافة تعبر عن صور الحياة المميزة للجماعة. وإنها من الأمة كالثمرة من الشجرة وان الحضارة تشكل المعني الانتريولوجي (علم الأقوام) أو المدلول الاجتماعي للثقافة.
وطبقا لمنظمة اليونسكو فأن الثقافة تفسر بأنها فن، فالثقافة متصلة بتصرفات الناس ضمن القيم الاخلاقية والعلاقات الانسانية.
مميزات الثقافة:
1- الثقافة هو عبارة عن تعلم، حيث أنها من الأمور التي لا تورث بصورة عامة ويجب تعلمها واكتسابها. فالطفل منذ صغره يجب إن ترسخ فيه قيم الثقافة وحب التعلم. و ليس من الضروري ان يكون الشخص الحاصل على شهادة في مجال ما (متعلم رسميا) إن يكون حاملا للثقافة، فالثقافة بالإمكان إن تكتسب من دون التعلم الأكاديمي . وإذا تعلم الفرد ثقافة مجتمع ما غير مجتمعه فهو بذلك يساهم بصورة وأخرى في رفع من عملية التبادل الثقافي .
2- الثقافة ديناميكية إي حركيه، فهي ليست جامدة و متقوقعة على نفسها بل ان الثقافة تتطور مع تطور المجتمع من ناحية البيئة الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية والتكنلوجية للمجتمع .
3- الثقافة عملية تشاركيه بين أفراد المجتمع ما تصبغ هذا المجتمع بهوية معينة تجعله متفاوتا و متغايرا عن نظرائه. حيث لا يمكن إن تزدهر ثقافة و تنمو إلى من خلال الثقافة، حيث إن على أفراد المجتمع إن يشاركوا ثقافتهم مع بعضهم البعض، ومن الأمور التي ساعدت على انتشار ومشاركة الثقافة هي اللغة .
مستويات الثقافة :
1- الهيئة العامة للثقافة: ومن خلال هذا المكون نستطيع ان نميز ثقافة مجتمع عن ثقافات الاخرى، مثلا عندما نتحدث عن ثقافة الصينية و الثقافة الايطالية فنحن نذكر اللغة والاتجاهات و مبادئ تلك الثقافتين التي تميز احدهما عن الاخرى.
2- الثقافة الفرعية: في المجتمعات المعقدة والمتنوعة التي تتكون من أفراد يرجعون في اصلهم الى بلدان ومناطق مختلفة ، غالبا ما يلتزم هؤلاء الافراد بمبادئ واتجاهات ثقافتهم الاصلية، وبذلك تكون هذه الافراد مختلفة بثقافتها عن الافراد الاخرى في نفس المجتمع الذي يعيشون فيه .
3- المسلمات : وهي السلوكيات المتعلمة للإنسان والتي يشترك بها جميع البشر باختلاف بلدانهم و لغاتهم و ثقافاتهم، فهناك أمور من البديهيات و الاساسيات و لا تختلف من شعب الى اخر او من جماعة الى أخرى.
وهناك وجهة نظر أخرى تقسم مستويات الثقافة الى ستة أقسام وهي :
- المستوى الوطني و هو مرتبط بالأمة ككل .
- المستوى الاقليمي وهو مرتبط بالأعراق و اللغة و الادب و اتجاهات كل فئة.
- المستوى الجنسي وهو مرتبط بالاختلافات بين الذكر والانثى.
- الاجيال وهو مرتبط بالاختلافات بين الاجداد و الابناء و الاحفاد.
- الطبقة الاجتماعية وهو متعلق بطبقات المكونة للمجتمع و الاختلافات المادية و المستوى الاقتصادي و الوظيفي لأفراد المجتمع الواحد.
- المستوى المؤسسي وهو مرتبط بثقافة معينة في ترتيب و تنظيم المؤسسات و اداراتها.
وللثقافة اتجاهان ، فهناك ثقافة عامة و اخرى خاصة . فعموميات الثقافة ترتبط بالعادات والتقاليد والافكار و اللغة وانماط السلوك المشتركة وهي عامة بين ابناء الثقافة الواحدة . و خصوصيات الثقافة هي التي تتعلق بأعضاء الجماعات المهنية والطبقات الاجتماعية والجنس ( ثقافة الفرد والفئة والطبقة اي ما نسميه التخصص الثقافي) الثقافة الفلسفية والتقنية والصناعية و العمالية. ومن العموميات والخصوصيات تتشكل ما يسميه لنتون: ( نواة الثقافة). اما العناصر المحيطة فهي ما يطلق عليه اسم العناصر البديلة وهي التي تشكل العوامل المساعدة في تطوير الثقافة ونموها كالأفكار الجديدة والموجات الجديدة من الاذواق والتطورات كتعليم المرأة و تشغيلها .
الحضارة :
الحضارة تعني مجموعة الظواهر المعبرة عن أنشطة البشر في المجتمع أو عدة مجتمعات، مع الطوابع الغالبة التي تكسبها اصالتها أي العطاء الكلي لإنجاز المجتمع المعنوي والمادي. وخلال النصف الاخير من القرن الثامن عشر أستحدث اصطلاح الحضارة (civilization)، فكان اول كتاب استخدمه يعود الى عام 1766 م، وأول قاموس احتواه قد نشر عام 1798م.
وعرف Albert Schweitzern الحضارة بانها المجموع الكلي للتقدم الذي احرزه الانسان في كل مجال من مجالات العمل و الاخذ بكل وجهة نظر و الروحية الجماعية للأفراد في التقدم.
وطبقا لقاموس اكسفورد الانكليزي فالحضارة تعني حدث او فعل حضاري او دولة متحضرة متقدمة من ناحية التطور البشري.
فالحضارة بصورة عامة هي كل نتاجات الانسان سواء كانت هذه النتاجات اقتصادية او سياسية او اجتماعية او ادبية والتي تساهم في تمييز مجتمع عن غيره من المجتمعات و صفة تحضر او تمدن لا تطلق الا على المجتمعات و الدول المتقدمة في مختلف مجالات الحياة.
تطورت الحضارة بصورة تدريجية فبعد أن اهتدى الانسان الى الزراعة تحولت حياته بصورة كلية من حياة الصيد و التجول الى حياة مستقرة وبهذا ظهرت لنا البدايات الاولى لأنظمة الحكم. واصبح هناك فائض في الانتاج الزراعي ومن هنا تبدأ المراحل الاولى للتجارة ففي البداية كانت بسيطة عبارة عن مضايقة بين الاشخاص و تطورت شيئا فشيئا الى ان اصبحت تجارة بين المدن و الممالك. بعدها تطور المجتمع من جميع النواحي الحياتية و العلمية فظهرت لنا البدايات الاولى لعلم الرياضيات و الفلك و الهندسة و كذلك ظهرت لنا نصوص أدبية. و ان عملية اختراع الكتابة جاءت كنتيجة بديهية من تطور عملية الزراعة و فائض الانتاج الزراعي الذي تطلب من كهنة المعابد وسيلة لتسجيل واردات المعبد من الانتاج الزراعي بالدرجة الاولى. اي ان تقدم الحضارة يؤدي الى تطور المجتمع في جميع نواحي ويجعل المجتمع اكثر تعقيدا من السابق. وكل ما توصل اليه المجتمع من تقدم في الوقت الحاضر هو عائد الى تطور الحضارة وهذا التطور ليس تطورا غير منظما و عشوائيا بل انه منظم و متسلسل و الجيل الجديد يستفاد من جيل القديم و يبدأ من النقطة التي انتهى به الجيل الذي قبله.
فوائد الحضارة :
- النظام الإداري.
- قانون مختلف.
- الحماية من الفوضى.
- الحماية من الجوع والمأوى الخ.
- نظام الصرف الصحي.
- التكنولوجية.
- الابتكار، والتعلم وغيرها.
كيف نميز بين الثقافة والحضارة؟؟
هناك خلط غريب بين فكرة الثقافة وفكرة الحضارة. الثقافة تبدأ “بالتمهيد السماوي” بما اشتمل عليه من دين وفن وأخلاق وفلسفة، وستظل الثقافة تُعنى بعلاقة الإنسان بتلك السماء التي هبط منها، فكل شيء في إطار الثقافة إما تأكيد أو رفض أو شك أو تأمل في ذكريات ذلك الأصل السماوي للإنسان. تتميز الثقافة بهذا اللغز، وتستمر هكذا خلال الزمن في نضال مستمر لحل هذا اللغز.
أما الحضارة، فهي استمرار للحياة الحيوانية ذات البعد الواحد، التبادل المادي بين الإنسان والطبيعة. هذا الجانب من الحياة يختلف عن الحيوان فقط في الدرجة والمستوى والتنظيم. هنا لا نرى إنساناً مرتبكاً في مشاكله الدينية، أو مشكلة “هاملت” أو مشكلة “الإخوة كرامازوف” إنما هو عضو المجتمع الغُفل، وظيفته أن يتعامل مع سلع الطبيعة ويغير العالم بعمله وِفقاً لاحتياجاته.
الثقافة هي تأثير الدين على الإنسان أو تأثير الإنسان على نفسه، بينما الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو العالم الخارجي. الثقافة معناها “الفن الذي يكون به الإنسان إنساناً”، أما الحضارة فتعني “فن العمل والسيطرة وصناعة الأشياء صناعةً دقيقة”، الثقافة هي “الخلق المستمر للذات”. أما الحضارة، فهي “التغيير المستمر للعالم”. وهذا هو تضاد: الإنسان والشيء، الإنسانية والشيئية.
الدين والعقائد والدراما والشعر والألعاب والفنون الشعبية والقصص الشعبية والأساطير والأخلاق والجمال، وعناصر الحياة الأساسية والقانونية التي تؤكد على قيم الشخصية والحرية والتسامح، والفلسفة والمسرح والمعارض والمتاحف والمكتبات – يمثل هذا كله الخط المتصل للثقافة الإنسانية، الذي بدأ مشهده الأول في السماء بين الله والإنسان. إنه “صعود الجبل المقدس، الذي تظل قمته بعيدة المنال، سيراً في الظلام بواسطة شمعة مضيئة يحملها الإنسان”.
حامل الثقافة هو الإنسان، وحامل الحضارة هو المجتمع، ومعنى الثقافة القوة الذاتية التي تُكتسب بالتنشئة، أما الحضارة فهي قوة على الطبيعة عن طريق العلم. فالعلم والتكنولوجيا والمدن والدول كلها تنتمي إلى الحضارة. وسائل الحضارة هي الفكر واللغة والكتابة. وكل من الثقافة والحضارة ينتمي أحدهما للآخر كما ينتمي عالم السماء إلى هذا العالم الدنيوي، أحدهما “دراما” والآخر “طوبيا”. "خيالي".
الحضارة هي استمرار للتقدم التقني لا الروحي، والتطور “الداروني” استمرارٌ للتقدم البيولوجي لا للتقدم الإنساني. تمثل الحضارة تطور القوى الكامنة التي وُجدت في آبائنا الأوائل الذي كانوا أقل درجة في مراحل التطور. إنها استمرار للعناصر الآلية- أي العناصر غير الواعية التي لا معنى لها في وجودنا. ولذا، فإن الحضارة ليست في ذاتها خيراً ولا شرّاً. وعلى الإنسان أن يبني الحضارة تماماً كما أن عليه أن يتنفس ويأكل. إنها تعبير عن الضرورة وعن النقص في حريتنا. أما الثقافة، فعلى العكس من ذلك: هي الشعور الأبدي بالاختيار والتعبير عن حرية الإنسان.
الحضارة تُعلِّم أما الثقافة فتُنوّر، تحتاج الأولى إلى تعلُّم، أما الثانية فتحتاج إلى تأمُّل.
الثقافة تؤدي إلى الحضارة :
والثقافة تسبق الحضارة وتؤدي إليها لأنهاهي بمثابة الفكرة والحضارة بمثابة المادة، وتلك
القاعدة السيكولوجية التي نسلم بها جميعًا،وهي أن التعرف يؤدي إلى التأثر، والتأثر يؤدي
إلى التحرك، هذه القاعدة تنطبق أيضًا على الثقافة والحضارة، فنحن نتعرف الأشياء،ثم نتأثر
بهذا التعرف فنتحرك به إلى عمل ما.وهذا العمل قديكون اختراع آلة أواكتشاف عقارأو إيجاد
نظام،وهذه هي الحضارة،ويمكن أن نقول:إن الحضارة الصناعية القائمة التي تمثل في المصانع
الكبرى للنسيج أو لمركبات النقل،أو للبواخر والبوارج،أو للطائرات،هذه المصانعإنما هي الثقافة
الرياضية والفيزيائية قد تجمدت في حضارة الآلات والحديد والفولاذ،ولايمكن لأمة أن تعيش في
حضارة صناعية مالم تحذق الثقافة العلمية التي أدت إليها،وهي إذا أهملت هذه الثقافة العلمية فأنها
سرعان ما تعود إلى الحضارة الزراعية التي تنتكس إليهاكل أمة حين تتقهقر ثقافتها.وكل تحرك
اجتماعي يحتاج إلى تحرك ثقافي،وليس هناك غيرالأمم الزراعية التي تستطيع أن تعيش على ثقافة
راكدة لاتتحرك ولاتتباين ولاتتنوع؛ لأن المجتمع المتحرك يحتاج إلى ثقافة متحركة متباينة متنوعة.
ومنهنا ضرورة الانقلاب الثقافي لإيجاد انقلاب في الحضارة،وهذا هو مافعلته الصين واليابان
وتركيا وإيران، فإنها حين أرادت أن تأخذ بالحضارة العصرية،أي: حضارة الصناعات والآلات
اضطرت إلى أن تأخذ قبل ذلك بثقافة العلوم العصرية،وليس من المستطاع أن تأخذ أمةٌ بالحضارة
العصرية إذاكانت تعيش على ثقافة قديمة لم تستطع في تاريخها الماضي إلا أن تثمر الحضارة
الزراعية فقط لأن كل حضارة تحتاج إلى ثقافة تنشئها ثم تفسرها وتلائمها وتماشيها وإلا حدث
التزعزع الاجتماعي الذي ينشأ من التنافر بين وسط حضاري جديد ووسط ثقافي قديم،وأقل النتائج
التي يثمرها هذا التنافر أن الفرد الذي يعيش فيه ويعانيه لايؤمن بتقاليده وعقائده وتراث آبائه
منأخلاق،ثمهومعذلك لم يتهيأ بثقافة جديدة تزوده بميزات جديدة من العقائدوالأخلاق،وهوهنا يعيش بلا ضمير.
ولعل ممايزيد بصيرتنا بهذاالموضوع تواتر الاختبار التاريخي بشمول الفوضى
الأخلاقية أيام الثورات والانقلابات؛لأنالثورة أوالانقلاب تعني تغيرًا فيالثقافة وتحركًا فيالاجتماع،
وكلاهما يعني تغيرًا فيالضمير. وليس من الميسورعلى كلإنسان أن يتغيرضميره بالسرعة التي
تفتضيها الثورة لأنه حين يترك تقاليده وميزانالفضائل والرذائل الذي ورثه يحتاج إلى أن يستبدل
بهما تقاليد جديدة وميزانًا جديدًا،لكن الثورة لاتسعفه بهما،فهولذلك يعيش سنوات في فوضى أخلاقية.
الاختلاف بين الثقافة والحضارة من وجهة نظر علماء الاجتماع :
الثــقافــة | الحــضـــارة |
الثقافة تتضمن الممعتقدات و الفن و الفلسفة والادب والموسيقى والرقص وغيرها من الامور التي تجلب البهجة و الارتياح للجميع. | الحضارة تتضمن كل الوسائل التي تطور المجالات المختلفة مثلا الطابعة و المكائن والتكلنوجيا فضلا عن سلطة و قدرة الانسان على التكييف مع الطبيعة و العيش فيها . |
الثقافة هي ما نحن عليه | الحضارة هي مانملك |
الثقافة ليس لديها معيار ثابت لأنها غاية او هدف | الحضارة لديها معيار دقيق للقياس، المعيار العالمي للحضارة هو الفائدة التي يحصل عليها المجتمع لان الحضارة وسيلة وليست غاية |
لا يمكن ان نجزم و نقول ان الثقافة ممكن ان تتقدم و تتطور فنحن لا نستطيع ان نجزم بأن الثقافة من فن وادب و غيرها متطورة اليوم اكثر من الماضي. |
الحضارة تتقدم دائما لان مكونات الحضارة هي الآلات و ووسائل النقل و الاتصالات وغيرها من الامور التي تتقدم بصورة مستمرة. |
الثقافة هي بمثابة روح الانسان فهي افكاره و معتقداته و كل ما يدور في خلده يترجمها للأخرين بطرق مختلفة .اي ان الثقافة شيء داخلي | الحضارة هي وسيلة للتعبير و مظهر من مظاهر العظمة وهي بمثابة جسد الانسان. |
الاختلاف بين الثقافة والحضارة من وجهة نظر علماء الأنثروبولوجيا :
الثقافة | الحضارة |
كل المجتمعات لديها ثقافة. | ليس كل المجتمعات تمتلك الحضارة. |
الثقافة اقدم من الحضارة. | الحضارة متأخرة بنسبة للثقافة. |
الثقافة هو الشرط الاساسي المسبق لتطور الحضارة. | الحضارة هو احد نتائج الثقافة. |
من كل ما سبق يتضح لنا أن الثقافة هي من الامور البديهية التي يمتلكها الانسان منذ وجوده على الارض فلكل انسان ثقافة معينة تختلف من شخص الى اخر . اما الحضارة فهي احد نتائج الثقافة و تتطور بصورة مستمرة. والثقافة و الحضارة كلاهما تتأثران بالعوامل المختلفة التي تحيط بمجتمع دون اخر.
و الحضارة على خلاف الثقافة توجد في المجتمعات المستقرة سياسيا و اقتصاديا و البعيدة عن الحروب و الازمات كل هذه الامور هي عوامل مساعدة لتطور الحضارة، بينما في المجتمع الذي يكثر فيه النزاعات و الحروب و غير مستقر سياسيا و اقتصاديا تكون عجلة الحضارة بطيئة او شبهه منعدمة.
و لا فائدة للثقافة بدون حضارة و لا فائدة للحضارة بدون ثقافة فكلاهما يكمل الاخر ولا يمكن فصل بين الاثنين. واذا أراد مجتمع ما ان يكون مثاليا في طريقة عيشه و تعامله مع بعضه البعض عليه ان يهتم بجانبين الثقافة والحضارة و ان يسعى الى الاستفادة من الثقافة لتطوري الحضارة.
اذا الحضارة هي المركب الذي يسير بالمجتمع نحو الحياة الفضلى والثقافة هي الوقود والمحرك لهذا المركب.
vCULTURE & CIVILIZATION ,UNIVERSITY OF CALICUT http://www.universityofcalicut.info/syl/BBACultureandCivilization.pdf
vDilip Chandra, Difference between Culture and Civilization, web : www.hubpages.com
v الفرقالدقيق بينالثقافة والحضارة كما يراه بيغوفتش،عزت،علي،موقع ساقية الالكتروني.http://www.saqya.com
v ما هي النهضة، موسى،سلامة، كلمات العربية للترجمة والنشر.
v في الثقافة والحضارة، فرح، الياس، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد 1987،ط2.
Comments powered by CComment