اول جدارية في تاريخ الرسم العراقي
اكتشفت البعثة الأثرية البريطانية في مستوطن أم الدباغية الواقع إلى الغرب قليلاً من مدينة الحضر الأثرية . أقدم نماذج الرسوم الجدارية في بلاد وادي الرافدين ، والذي يعود في تاريخهِ إلى أوائل عصر حسونة في الربع الأول من الألف السادس قبل الميلاد (5500 ق . م)

اكتشفتالبعثة الأثرية البريطانية في مستوطن أم الدباغية الواقع إلى الغرب قليلاً من مدينة الحضر الأثرية . أقدم نماذج الرسوم الجدارية في بلاد وادي الرافدين ، والذي يعود في تاريخهِ إلى أوائل عصر حسونة في الربع الأول من الألف السادس قبل الميلاد (5500 ق . م). وقد نفذ الرسم على جدار إحدى غرف الخزن التي استخدمت لحفظ جلود حيوان ( الاوناكر ) Onager ، حيث أشتهر هذا المستوطن المتاجرة بها مع المستوطنات الأخرى.
ولقد أظهر الفحص المختبري الذي أجراه السيد وميض عبد علي في المتحف العراقي، لنموذج الرسم في العام 1989م . " إلى إن الرسم قد نُفذ بعد طلاء الجدار بطبقة خفيفة من الكلس الأبيض ، والذي لون بعد جفافهِ بدرجة قاتمة من الأوكر المصفر Yellow Ochre كوسيلة جمالية واعية لأعداد أرضية مناسبة لتمثيل الرسوم" ( وميض ، 1991 ، ص 87). في حين رسمت مفردات المشهد من الأشكال البشرية والحيوانية باللون الأحمر ، باستخدام مادة أوكسيد الحديد Red ochre .
ويمثل موضوع المشهد المرسوم ، مجموعة من الصيادين يحاولون الأيقاع بقطيع من حيوان (الأوناكر) في فخ لغرض إصطياده . وإزاء الأسلوب (البدائي ) المستخدم في تمثيل الأشكال ، كان لابد أن يقع الفكر في بدايتهِ، تحت هيمنة المحسوسات والتمثلات التي تؤسسها قوانين المراقبة البصرية في مراحلهِ الأولى، قبل أن يؤسس ( الفكر ) تحولاتهِ الكيفية نحو الحدوس ، والتي تختزل بموجبها التفاصيل إلى مفاهيم مجردة . فكان تحقيق ( الدلالة ) في نظام المشهد ، يتكون من ثلاث مرتكزات : أولها الشيء المشار إليه وهو المعنى ، والآخر وهي العلامة أي المفردة المرسومة في التكوين ، وثالثهما التشابه المفترض بين الاثنين في بنية الخطاب التشكيلي . حيث كان ( التشابه ) مهماً في بنية (النص) الصوري الأول والأقدم . لصعوبة التأكد من صحة المعرفة ومعقوليتها في زمانها ومكانها الأقدم ، دون وجود رابطة حقيقية من التشبيه بين الإشارة والمشار إليه .
وقد كانت ( الصورة ) في تلك الموازاة الرمزية ـ الرسم الجداري ـ تقوم بدور أساس في الفعل السحري ، إذ إن (التعبير ) في التصوير والتمثيل التشكيلي ، هو بمثابة قوة سحرية ، يصطنعها الإنسان ـ المبدع الأول ـ للسيطرة على عوالمهِ ، حسب ما صورَ له منطقهِ الأسطوري ، وفي ذلك الطور من تقدم المجتمعات البشرية . فكان منطقهِ الأسطوري يحقق له الكثير ، معتمداً المماثلة والتشابه بين الأشياء والموضوعات ، مؤسساً مثالاً ذهنياً لذلك ، أي مؤمن بان تحقيق الشيء ذهنياً يحققه واقعياً ، وكان تجسيد هذا المثال الذهني إنما يتم بالفن . فبإمكانه أن يرقص أو يصور أو يغني أو يُشّكل رغبتهِ ، فتكون قد تحققت بالفعل .
فربما تعود بنا دلالة هذا ( الرسم ) القهقرى إلى نماذج رسوم الكهوف في لاسو والتاميرا ، حيث تسود فعاليات السحر التشاكلي في تحقيق الصيد الوفير . أي أن ننسب إلى نموذج الرسم الجداري من أم الدباغية نتائج واقعية ، حيث يتحكم ( الصيّاد ) في صيده إذا رسمهُ صريعاً ، فكانت رقصة بعينها يؤديها الصياد قبل عملية الصيد ، تشعره بتفوقهِ على طرائدهِ ، وتستدرجها إليه وتمكّنهُ منها ، وبالآلية السحرية نفسها يهزم الإنسان عدوه إذا رسمه مهزوماً ... الخ . ذلك إن منطقه الأسطوري يصبح على مستوى الإنتاج بالفعل ، حين يحقق هدفاً ، يعجز عن تحقيقهِ في الواقع ، بسبب قصور إمكاناتهِ التقنية والمعرفية . وهذا التعبير عن النفس رغم قصورهِ ، والذي يجد إسقاطاتهِ في الأعمال الفنية ، كان بمثابة دليل أو مرجع تسترشد به الجماعة ، ويصبح في النهاية ، حصيلة الفكر الحضاري الذي تُخلّفه الجماعة للأجيال القادمة .
ويمثل موضوع المشهد المرسوم ، مجموعة من الصيادين يحاولون الأيقاع بقطيع من حيوان (الأوناكر) في فخ لغرض إصطياده . وإزاء الأسلوب (البدائي ) المستخدم في تمثيل الأشكال ، كان لابد أن يقع الفكر في بدايتهِ، تحت هيمنة المحسوسات والتمثلات التي تؤسسها قوانين المراقبة البصرية في مراحلهِ الأولى، قبل أن يؤسس ( الفكر ) تحولاتهِ الكيفية نحو الحدوس ، والتي تختزل بموجبها التفاصيل إلى مفاهيم مجردة . فكان تحقيق ( الدلالة ) في نظام المشهد ، يتكون من ثلاث مرتكزات : أولها الشيء المشار إليه وهو المعنى ، والآخر وهي العلامة أي المفردة المرسومة في التكوين ، وثالثهما التشابه المفترض بين الاثنين في بنية الخطاب التشكيلي . حيث كان ( التشابه ) مهماً في بنية (النص) الصوري الأول والأقدم . لصعوبة التأكد من صحة المعرفة ومعقوليتها في زمانها ومكانها الأقدم ، دون وجود رابطة حقيقية من التشبيه بين الإشارة والمشار إليه .
وقد كانت ( الصورة ) في تلك الموازاة الرمزية ـ الرسم الجداري ـ تقوم بدور أساس في الفعل السحري ، إذ إن (التعبير ) في التصوير والتمثيل التشكيلي ، هو بمثابة قوة سحرية ، يصطنعها الإنسان ـ المبدع الأول ـ للسيطرة على عوالمهِ ، حسب ما صورَ له منطقهِ الأسطوري ، وفي ذلك الطور من تقدم المجتمعات البشرية . فكان منطقهِ الأسطوري يحقق له الكثير ، معتمداً المماثلة والتشابه بين الأشياء والموضوعات ، مؤسساً مثالاً ذهنياً لذلك ، أي مؤمن بان تحقيق الشيء ذهنياً يحققه واقعياً ، وكان تجسيد هذا المثال الذهني إنما يتم بالفن . فبإمكانه أن يرقص أو يصور أو يغني أو يُشّكل رغبتهِ ، فتكون قد تحققت بالفعل .
فربما تعود بنا دلالة هذا ( الرسم ) القهقرى إلى نماذج رسوم الكهوف في لاسو والتاميرا ، حيث تسود فعاليات السحر التشاكلي في تحقيق الصيد الوفير . أي أن ننسب إلى نموذج الرسم الجداري من أم الدباغية نتائج واقعية ، حيث يتحكم ( الصيّاد ) في صيده إذا رسمهُ صريعاً ، فكانت رقصة بعينها يؤديها الصياد قبل عملية الصيد ، تشعره بتفوقهِ على طرائدهِ ، وتستدرجها إليه وتمكّنهُ منها ، وبالآلية السحرية نفسها يهزم الإنسان عدوه إذا رسمه مهزوماً ... الخ . ذلك إن منطقه الأسطوري يصبح على مستوى الإنتاج بالفعل ، حين يحقق هدفاً ، يعجز عن تحقيقهِ في الواقع ، بسبب قصور إمكاناتهِ التقنية والمعرفية . وهذا التعبير عن النفس رغم قصورهِ ، والذي يجد إسقاطاتهِ في الأعمال الفنية ، كان بمثابة دليل أو مرجع تسترشد به الجماعة ، ويصبح في النهاية ، حصيلة الفكر الحضاري الذي تُخلّفه الجماعة للأجيال القادمة .
Comments powered by CComment