مُدُنٌ قديمة نُسِبَت إلى المهن والحرف في ضوء المصادر المسمارية والتأريخية
أ . د . عامر عبدالله الجميلي
كلية الآثار - جامعة الموصل - العراق
توطئة
كان من أهميّة الحِرَف والمِهَن في الحياة اليوميّة لشعوب منطقة الشرق الأدنى القديم ، أن انعكست تلك المهن على مسمّيات خاصّة اطلقت على بعض المدن ، تبعاً للدور والوظيفة والفعّاليّة الحِرفيّة المناطة بتقديم تلك الخدمات التي اضطلعت بها تلك المواضع الجغرافية لمحيط تلك البيئة بالدرجة الأساس . ومن خلال دراستنا لمضامين النصوص المسمارية والسريانية والعربية وغيرها ، صادفتنا معلومات طريفة عن طبيعة تلك الأسماء التي حملت على وجه الخصوص إسم حرفة بعينها ، ولعل من أسباب نشوء هذه الخاصّيّة الإقتصاديّة والإجتماعيّة هي ظاهرة توارث مهنة بذاتها ، واحتكارها في اسرة أو مجموعة أسر لأجيال متتابعة في هذه القرية وتلك البلدة ، سعيا لتقديم الخدمات للقصور الملكية أو للمجتمع ، إمّا لتوفّر المواد الأوليّة والخامات المطلوبة في ذلك الحيّز والمحيط الجغرافي دون سواه ، أو بسبب إتقان صنعة معيّنة ودقيقة و التمكّن من مهاراتها وإحكام سرّ صنعتها التي يحتفظون بها وبحتكروها ويضنّون بها على سواهم لأجيالٍ وأجيال . ووجدتُ أغلب تلك المدن والقرى ، تتصدّرها العلامة المسمارية المحدّدة والمخصصة والدّالّة على المدن ( اورو URU ) باللغة السومرية ، و ( آلُ alu ) باللغة الأكديّة ( البابلية - الآشوريّة ) ، في حين كانت البادئة الآرامية - السريانية ( بيثا ) ، والمختزلة غالباً بالمقطع ( با ) المعبّر عن : بيت أو موضع ومكان الحِرفة والمهنة . مع ذلك لم نقطع ونجزم على وجه اليقين والتأكيد إن كانت تلك المواضع الجغرافية التي اشير إليها في هذه الدراسة.
لاستكمال مطالعة الدراسة ( أضغط هنا )
Comments powered by CComment