كتاب واسط في ضوء المصادر المسمارية - دراسة في الجغرافية التاريخية
أ.د عامر عبدالله الجميلي
كلية الاثار - جامعة الموصل
المقدمة
لم تكن مواطن الحضارة من قرى وحواضر مدينة واسط ممن تقع اليوم ضمن الرقعة الإدارية والجغرافية للمحافظة, لتتأخر عن مثيلاتها من بقية مدن أدوار فجر الحضارة الرافدينية الأولى السومرية والأكدية في السهل الرسوبي في بدء تكوينها وتباشير بزوغها, وطلائع ظهورها, وهذا ما أفصحت عنه مدوّنات العراقيين القدماء في كتاباتهم الملكية أو رسائلهم أو معاهداتهم أو حتى من خلال ظهورها في قوائم الإثبات الجغرافية, بل ان بعض مدن واسط يتصدر تلك القوائم, ولها حضورها في أية متون وكتابة تتحدث عن واقعة تاريخية, أو مظهر أو ملمح اقتصادي أو اجراء عسكري وسياسي واداري لهذه المنطقة موضوعة الدراسة, وهذا ما سنلمسه من خلال هذا الاستعراض التاريخي والجولة الأثرية على بعض المواضع الجغرافية لمنطقة (واسط) في مختلف العصور التاريخية القديمة التي مرت بها, ومن خلال المصادر المسمارية التي القت الضوء على عددٍ غير يسير من تلك المواضع.
واستمراراً لنهج الباحث في سائر بحوثه ودراساته ذات العلاقة بالجغرافية التاريخية, بإجراء مسح وملاحقة بيبلوغرافية لكل موضع ورد في النصوص المسمارية, ثم متابعته في أمهات المصادر الجغرافية والتاريخية واللغوية والدينية: العبرية والسريانية والعربية, باعتبارها جسراً حضارياً وتاريخياً, ربط الماضي بالحاضر, وصولاً إلى محاولة ربط وتحقيق بلداني وتاريخي وأثري لتلك المواضع التي جاءت في ذلك النص المسماري وغيره مع ما وردت في الصيغة التلمودية أو السريانية أو العربية, وانتهاءً بالاسم المحلي والحديث, لترجيح شخصية ذلك الموقع التاريخي أو التل الأثري الذي يمكن أن يستبطن تلك المدينة القديمة التي عفا عليها الزمن وتركها أثراً بعد عين, بعد أن سادت في يومٍ ما ثم ما لبثت أن بادت, لتقديمها للباحثين كمادة ومعلومة علمية متكاملة الصورة, لتسهم في إنارة سبل دراساتهم في الجانب المسماري أو اللغوي أو التاريخي أو الجغرافي, ولتعيد الألق إلى حاضر هذه المحافظة ومستقبلها, ومحاولة ارجاع واحياء اسمائها التاريخية الأصيلة للعديد مما نعتقد أننا توصلنا إلى اكتشافها وتحقيقها ومطابقتها في هذه الدراسة المتواضعة.
لتنزيل الكتاب كاملا ( أضغط هنا )
Comments powered by CComment