أ.د عامر عبدالله الجميلي

كلية الاثار - جامعة الموصل

المقدمة

تقدم الكتابة عن موضوع (الكاتب في بلاد الرافدين القديمة) ميدانا شيقا للدراسة والبحث فضلا عن كونها احدى المواضيع الحضارية المهمة التي لم تحظ بالقسط الكافي من الدراسة والتحليل ، خاصة اذ ما تعلق الامر بماكتب عنه باللغة العربية ، فعلى الرغم من ان العلماء العرب المسلمين ، قد تطرقوا في العصور الوسطى للكاتب وصنفوا فيه كتبا كثيرة ، حقق وطبع اغلبها كـ: (كتاب الكتّاب) لابن درستويه (ت 347هـ) و (كتاب الوزراء والكتّاب) للجهشياري (ت 331هـ) و (ادب الكاتب) للصّولي  (ت 337هـ) و (كتاب الولاة وكتاب القضاة) للكندي (ت 267هـ) و (ادب الكتاب) لابن قتيبة (ت 267هـ) وغيرها ، الا ان هذه الكتب تطرقت للكاتب في العصور الساسانية والعربية والاسلامية .

اما ما كتب عن الموضوع في بلاد الرافدين القديمة وبالغة العربية فنشير بهذا الخصوص الى ما كتبه بعض الباحثين العراقيين كالدكتور عامر سليمان والدكتورة بهيجة خليل في بحوثهم عن الكتابة والكتّاب ، وفيما عدا ذلك جاءت الاشارات اليه عرضا في كتب الموسوعات والكتب العامة والمترجمة ، والى من انتقلنا الى ما كتب عن الموضوع باللغات الاجنبية ، فلا يعدو ايضا ان يكون عبارة عن اشارات عرضية دون الخوض في التفاصيل بإستثناء دراسة الباحث الالماني (weatzoldt) :

(Das Schreiber and schreibwesen in Mesopotamien)

الذي عالج الموضوع في فترة محدودة وتحديدا في الفترة السومرية من (2164-2003 ق . م) أي تقريبا عصر سلالة اور الثالثة .

ومن هنا جاء اختيار هذا الموضوع للدراسة وهو (الكاتب في بلاد الرافدين القديمة) ليشمل ويغطي جميع العصور التي استمر فيها الكاتب يدون بالمسمارية مبتدئين من فترة تبلور ونضوج الكتابة المسمارية في مراحلها الاولى وظهور مهنة الكاتب وحتى نهاية فترة السيطرة السلوقية . أي بمعنى اخر ان الدراسة انتهجت اسلوبا تكامليا عن الكاتب .

 

لتنزيل الكتاب ( أضغط هنا )