علم أشكال الارض (الجيموروفولوجيا) في الفكر الجغرافي العراقي القديم([1])
أ. د. عامر عبدالله الجميلي
كلية الآثار/ جامعة الموصل/ العراق
أتت النصوص المسمارية العراقية القديمة على ذكر بعض جوانب واوجه الجيمورفولوجيا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الانهار، حيث عنيت تلك النصوص بمتابعة مجرى بعض الانهار وبالتفصيل، ووردنا في هذا الخصوص العديد من الشواهد، وتأتي الحوليات الملكية في مقدمة تلك النصوص التي اتت على ذكر هذا الجانب في معرض حديثها عن وقائع حملات الملوك على البلدان التي قاموا بفتحها، مثلما اوردت بالنسبة لنهري الفرات ودجلة إذ تابعت مراحل جريانهما من المنابع وحتى المصب، مع ذكر الجزر الواقعة فيهما والمواقع والمدن على جانبيهما. فهذا الملك تكلتي-ننورتا الثاني (890-884 ق.م) يحدد لنا مواقع بعض المدن من الانهار في احدى حولياته التي جاء فيها: "… واقمت معسكراً وامضيت الليل قبالة مدينة خندانو (تل الجابرية والعنقاء) – وتقع خندانو على الضفة الاخرى (اليسرى) للفرات .. ثم غادرت مدينة خندانو فأقمت معسكرا وامضيت الليل في جبل عند الفرات ثم غادرت الجبل وأقمت معسكرا وأمضيت الليل بين بيت – شابي قبالة مدينة خارديدو وخاريد (خربة الدينية) التي تقع على الضفة الاخرى من الفرات. وبعد مغادرتي بيت – شابي اقمت معسكرا وامضيت الليل قبالة مدينة آنات (عنه) التي تقع على جزيرة في [نهر] الفرات"([2]).
لمطالعة المقال كاملا ( اضغط هنا )
____________________________________________________________________________________
([1]) الجيمورفولوجيا: من الفروع المهمة للجغرافية الطبيعية وهو علم اشكال الارض، وقد عدّه الجيولوجيون والجغرافيون علما منفضلا ويجمع بين الاثنين (الجيولوجيا والجغرافية) والعديد ممن اختصوا بهذا العلم قد ارتبطوا بدراسة العمليات، مثل البراكين والزلازل، وقد تركزت الدراسات الاولى في هذا الحقل على نشوء اشكال سطح الارض وتوزيعها، وقد تضمنت وصف معرفة وتصنيف شكل وتكوينات الارض على وفق منشأها وطرقة تكوينها فيما اذا كانت من اصل عمليات التعرية او لارساب على سبيل المثال: النظام النهري، الجليدي، او عمل الرياح والكلمة مشتقة من الاغريقية جيو = ارض، مورفو = الشكل، لوجوس = العلم. (فضيل وزميله، المصدر السابق، ص52).
Comments powered by CComment