عامر الجُمَيلي^(*)

توطئة

يعد الترويس من العناصر التي لازمت الخطوط والكتابات على مرّ العصور ، ولعل من أسباب نشوء هذه الظاهرة هو اكساب الخطوط والحروف نوعا من الجمالية والملامح أو التقوية والتماسك والتعريض ، مما لو كانت مجرد حزوز أو مخربشات أو أخاديد لا هامات لها ولا أطراف ، أو لعلها جاءت لمحاكاة عناصر الطبيعة (الآدمية والحيوانية والنباتية) بنسب فاضلة تعد كسُبُعْ (1: 7) أو ثُمُنْ (1: 8) الخط العمودي مثلا ^([1]) .

والحقيقة ان الترويس بدأ مع أحد أدوار ظهور الكتابة المسمارية (Cuneiform Writing )^([2]) المقطعية (العراقية القديمة) التي عدت أقدم وسيلة للتدوين في العالم وابتدعت بحدود (3500ق.م) في مدينة الوركاء والتي دونت بها اللغة السومرية اولا ثم تأثر بها مجاوريهم الأكديون القادمون أصلا من الجزيرة العربية ودونوا بها لغتهم وانتقلت فيما بعد الى شقيقتيها الإبلية والأوغاريتية في بلاد الشام والى غيرها من اللغات الأجنبية القديمة كالعيلامية والاورارتية والحثية والحورية التي دونت بهذا النمط من الكتابة  . وترويس هذه الكتابة عموما ناتج من ضغط نهاية قلم مثلث الشكل ذي المقطع قائم الزوايا وبشكل مائل على لوح من الطين الطري ، تاركا في كل مرة طبعة غائرة تتألف من خط مستقيم يمثل ضلع مقطع القلم قائم الزوايا ، ومثلثا غائرا @ يمثل طبعة زاوية مقطع القلم عندما  يُمسك بشكل مائل ويُضغط بزاويته على مادة الكتابة وبما أن الكتابة المسمارية تكتب من اليسار الى اليمين فان الكتبة تجنبوا طبع ترويس العلامات التي تكون فيها طبعة الزاوية الى اليمين لصعوبة وتعذر وثقل تغيير اتجاه زاوية القلم ، واقتصر ترويس العلامات على طبع اربعة اشكال  فقط وهي @ .

للاطلاع على المقال كاملا ( اضغط هنا )

 ___________________________________________________________________________________

(*) خطاط وباحث من العراق / مدرس مساعد / قسم الآثار – كلية الآداب / جامعة الموصل ، وأمين سر جمعية الخطاطين العراقيين / فرع نينوى .

([1]) للمزيد ينظر : حنش ، ادهام محمد : المصطلح الفني في الخط العربي – تاريخه ومعجمته ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا ، بغداد ، 1998 ، التناسب، ص ص 48-56 .

([2]) عن مراحل نشوء هذه الكتابة وتطورها أنظر : عامر سليمان : الكتابة المسمارية ، دار الكتب للطباعة والنشر ، الموصل ، 2001 .