أ. د. عامر عبدالله الجميلي

كلية الآثار/ جامعة الموصل/ العراق

 

        اقتضت حاجة المجتمع منذ فترات مبكرة من تاريخ العراق القديم الى المترجمين تركُمانُ targumanu بالاكدية لاداء مهامهم في تسيير متطلبات الحياة الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن حاجة البلاطات الملكية بشكل خاص لمعرفة طبيعة التوجهات السياسية لمختلف الاقوام المجاورة، وبذلك كان يقع على عاتق المترجمين بشكل عام الالمام بلغتين او اكثر كي يتمكن من اداء مهامه على الشكل المطلوب⁽[1]⁾. ومع ان الاشارات التي وردتنا قليلة عن كيفية معرفة اولئك المترجمين وتضلعهم باللغات الاخرى الا انه يمكن التاكيد على انه منذ استقرار الاكديين في بلاد الرافدين وتأسيسهم للمملكة الاكدية بقيادة شروكين (سرجون) الاكدي  2371-2316 ق.م دعت الحاجة الى معرفة المترجمين والمامهم باللغتين السومرية والاكدية وهو ما دعاهم الى تأليف المعاجم (النصوص المعجمية) لتسهيل تدوين العقود بانواعها والرسائل الشخصية، فقد اقبل الكتبة الاكديون على ترجمة الكثير من المصطلحات السومرية.

        وكان من نتائج الانصهار الثقافي بين السومريين والاكديين ان قام المترجمون من الاكديين بنقل وترجمة غالبية النتاجات الادبية السومرية، ولا سيما ذات العلاقة بالمعتقدات الدينية، الى اللغة الاكدية فضلا عن اجراء بعض التعديلات والتحويرات فيما بعد وبما ينسجم مع الافكار والمفاهيم الاكدية. كما تأثر الكتبة البابليون فيما بعد بالاساليب السومرية اللغوية والادبية واستعملوا كثيراً من المصطلحات السومرية ضمن كتاباتهم⁽[2]⁾. وكان الملك شولكي (2094-2047ق.م) يتباهى بانه الوحيد من بين افراد بلاط قصره الذي يستطيع ان يتكلم بعدة لغات كالعيلامية والامورية فضلاً عن اتقانه كتابة السومرية - لغته⁽[3]⁾.

 

لمطالعة المقال كاملا ( أضغط هنا )

 

 ______________________________________________________________________________

(2)Sasson, , J.M., “Civilizations of the Ancient Near East”, Vol. IV, New York, 1995. P. 2274.

([2]) عامر, سليمان، العراق في التاريخ القديم ، ج2 (موجز التاريخ الحضاري) ، دار الكتب للطباعة والنشر ، جامعة الموصل ، 1992 ، ص260.

(4)Castellino, G.R, “Two SULGI Hymns, Unvirsita DI Roma, 1972, PP. 13 – 14.