أ. د. عامر عبد الله الجميلي

كلية الاثار/ جامعة الموصل/ العراق

 

 

تمهيد

يواجه الدارس وهو يبحث في الجغرافية التاريخية للشرق الادنى القديم بسكوت المصادر ذات العلاقة ووقوفها عاجزة عن تحديد مواقع بعض المدن الواردة في النصوص المسمارية الآشورية، ويقف وراء هذا الغموض الذي يلف تحديد مواقع تلك المدن عوامل عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر، ورود اسم مدينة ما في نص واحد نادر كأن يكون رسالة ولا يتكرر ورودها في غيرها من النصوص المسمارية التي يسهل معها عملية المقابلة والمطابقة، او ان جزءاً من الاسم مخروم او مهشم، او ان بعض الباحثين لم يجهدوا انفسهم عناء التحديد السليم للموقع، فتركوه سائبا او وضعوه على اقل تقدير في محيط منطقة معينة فقط من دون تعيينها على وجه الدقة، او ان تغييرا في اسم المدينة طرأ عليها لسبب من الاسباب فنسي الاسم القديم وحلّ محله اسم اخر، ساد لفترة زمنية وعندما جاء الباحثون لمحاولة مطابقتها استنادا لقرائن منها خط سير الحملة العسكرية مثلا او اتجاه رحلة، او ذكر مسافة بين مدينتين، الا ان ما استجد وقف حائلا بينهم وبين تلك المطابقة، او ان تغييرا حصل على مخارج حروف او اصوات اسم ذلك الموقع الحديث او المحلي، الامر الذي زاد في تعقيد وارباك الباحثين على هذه المطابقة وغيرها من الاسباب، ويعتقد الباحث انه ربما توصل الى امكانية تحديد او مطابقة بعض من تلك المدن من خلال المعطيات التي توفرت له، منها رحلاته الميدانية الى البعض منها او العودة الى مصادر سريانية وعربية وكتب رحلات ورد ذكرها فيها، وغابت عن اذهان الباحثين الغربيين فضلا عن معرفة الباحث الدقيقة لطبيعة بعض المواقع وواقعها الجغرافي، كما ان بعض المواقع الحديثة فيها صدى من الاسم القديم لبعض المدن، مكّنت وسهّلت للباحث هذا الاستنتاج والتحليل والتي ربما اجتهد فيها فأصاب او اخطأ فحسبه البحث والمحاولة.

لاستكمال مطالعة الدراسة ( أضغط هنا )