التسويق والتجارة في العراق القديم
أ.د. عامر عبدالله الجميلي
كلية الآثار/ جامعة الموصل/ العراق
عرف العراقيون القدماء هذا الفرع من فروع الجغرافية الاقتصادية الذي يعنى بتوزيع السلع على اختلافها، اذ اهتم القوم بتسويق فائض انتاجهم فضلا عن تحديد الاسواق([1]) وقياسها وبقنوات التوزيع التي من خلالها تتحرك السلع المختلفة وتنقل من المنتج الى المستهلك. وكانت الاسواق تتضمن السلع المختلفة وكذلك الخدمات، والفعاليات التجارية المتعددة ومؤساساتها كانت ذات صلة مباشرة مع الاسواق. فهي تعنى بالتوزيع الجغرافي للمستهلكين وقدرتهم الشرائية وبحجم المبيعات المتوقعة. اما المناطق التي كان يشملها التوزيع فكانت تتضمن المناطق الريفية ومناطق المدن الكبيرة. ومناطق التجارة ومنها تلك المجمعات التجارية التي عرفت في العصر الاشوري القديم بـ كارُم kârum والتي يمكن تشبيهها في وقتنا الحاضر بـ غٌرف التجارة. او انها تتضمن اقاليماً واقطاراً مثل مناطق ديلمون (البحرين) ومَكان (عُمان) وقانش (كول تبه) في بلاد الاناضول وغيرها، إذ ظهر بما يمكن تسميته بالتجارة الخارجية([2]).
كما ذكرت النصوص المسمارية ولا سيما الاقتصادية منها التجارة بمستوياتها الداخلية والخارجية التي تجاوزت البلد والاقليم او الاقليم الواحد الى بلدان واقاليم اخرى قد تخرج عن رقعة الممالك العراقية القديمة بمختلف عصورها. ومن بين اقدم الاشارات الى تجارة العراق الخارجية تاتينا مثلا من الخليج العربي نصوص من مدينة لكش السومرية في جنوبي العراق، يرجع زمنها الى حدود القرن الخامس والعشرين ق.م. تتحدث عن مراكز تجارية نشطة في الخليج العربي منها دِلمون (البحرين) ومكان (عُمان)، وتبدأ النصوص من الفترات اللاحقة تضيف الى هذين المركزين اسم مركز تجاري ثالث هو (ميلوخا)، فيتفاخر الملك شروكين (سرجون) الاكدي بانه جعل مزيداً من سفن دِلمون ومكان وميلوخا ترسو في رصيف مدينة اكد([3])
لمطالعة المقال كاملا ( اضغط هنا )
_____________________________________________________________
([1])عرف السوق في اللغة الأكدية مَخيرُ mahiru أو بيت مَخيرِِ bit mahiru وفي اللغة السومرية
KI. GAL, KI. LAM للمزيد ينظر:(CDA,P.190. )
([2]) للمزيد من التفصيل عن اقتصاد السوق ينظر: حمود، المصدر السابق.
([3]) الهاشمي، رضا جواد: (التجارة)، حضارة العراق، ج2، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1985، ص199.
Comments powered by CComment