أهمّية المصادر العبرية في تحديد مواقع بعض المدن البابليّة مجهولة الموقع
أ. د عامر عبدالله الجُميلي
كلية الاثار - جامعة الموصل
توطئة :
لا يمكن لأيّ دارِس وباحث في تأريخ وحضارة وآثار الشرق الأدنى القديم، بما فيه بلاد الرافدين بأقسامه الثلاث: بلاد سومر وبابل وآشور، أن يتجاهل ويبخس دور المصادر العِبريّة المدوّنة، وينكرها بالجُملة ، ويَضرِبُ عنها صَفحاً، وهي التي بقيت فترة طويلة تربو على 1500 عام، المورد والمنهل الرئيسي لمصادر معلوماتنا عن تاريخ العراق على وجه الخصوص، وبلاد بابل على وجه الدقة.
والتي رسمت لنا صورة لأحوالها السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وحددت لنا خارطة لمعالمها وأوضاعها وإطارها العام، فضلا عن جغرافيتها، ولا نبالغ إذا ما قلنا أن ما جاء في تلك المصادر العبرية وفي مقدمتها العهد القديم وشرحه (التلمود) من ذكر لمواقع ومواضع جغرافية وأسماء لأعلام من آلهة وملوك في بلاد الرافدين القديمة، كان من أهم المقاصد والدوافع التي حَدت بالمؤسّسات العلميّة في أوربا إلى الدفعِ بإجراء تنقيبات أثريّة في حواضر بلاد الرافدين ومواطن الآثار والحضارة فيها في أواسط القرن التاسع عشر من قبل ممثلي وقناصل وبعثات بعض الدول الأوربية لإثبات صِحّة ما ورد في تلك المصادر الدينية، وما أعقبها من اكتشاف لأسرار الكتابة المسمارية وفكّ رموزها فيما بعد ، والتي كانت بحق فتحاً كبيرا لتحديث معلوماتنا المعاصرة عن صورة حضارة بلاد الرافدين من خلال آلاف الرُّقُم الطينية المكتشفة وألواح الحجارة التي كشفت وأبانت عن علوم ومعارف وآداب وعمارة وفنون العراقيين القدماء.
لاستكمال الدراسة ( أضغط هنا )
Comments powered by CComment