الاستاذ حكمت بشير الاسود

مملكة الحضر ( حطرا ) ومعالمها الاثرية

Posted in الباحث الاثاري حكمت بشير الاسود

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

تعد الحضر من المدن الأثرية الفريدة من نوعها من حيث الموقع الجغرافي والتخطيط المعماري والمخلفات الأثرية ، والمتميزة في تاريخ نشوئها وتواصلها وتأثيرها الحضاري,

 

 

عرض
ورد اسم الحضر في الكتابات الارامية بصيغة (حطرا) كما دونه العرب بالارامية ايضا بنفس الصيغة وجاء في المصادر العربية الاسلامية لفظ المدينة (الحضر) ويعني المكان المحضور الذي يمنع فيه تناول ما لايليق لموقعه المقدس عندهم ، وما يؤيد ذلك عبارة وردت على بعض النقود الحضرية (حطرا دي شمش) أي حضيرة الاله الشمس وسميت الحضر بالمصادر الاجنبية HATR .









تعد الحضر من المدن الأثرية الفريدة من نوعها من حيث الموقع الجغرافي والتخطيط المعماري والمخلفات الأثرية ، والمتميزة في تاريخ نشوئها وتواصلها وتأثيرها الحضاري. فمن حيث الموقع تمتعت الحضر بموقع مهم في وسط بادية الجزيرة بين دجلة والفرات, وازدهرت في ظرف ملائم لوجودها في هدا المكان المنعزل لوقوعها على الطريق التجاري القديم الذي يربط إمبراطوريتين عظيمتين اقتسمتا العالم القديم في القرون الأولى للميلاد وهي الامبراطورية الرومانية في الغرب والامبراطورية الفرثية في الشرق ، والحضر كالبتراء وتدمر ودورايوربس من مدن البوادي التي يطلق عليها اسم (مدن القوافل) .
تشير الدلائل التاريخية والأثرية إلى إن مدينة الحضر نشأت على أنقاض طبقات سكنية تعود إلى الفترة الآشورية الحديثة
(911 – 612 ق0م ) نمت وتوسعت وازدهرت حتى أصبح لها كيان سيأسى مستقل فى القرن الثاني ق.م , واستمرت فى ذلك إلى عام 241م عندما سقطت على يد الملك الساسانى شاور الأول
ومن الناحية الحضارية فتعد الحضر امتدادا وتواصلا ثقافيا مهما لحضارة بلاد الرافدين ومركزا من مراكز التجمع
الحضارى والفكري لعناصر حضارية متنوعة منه ما هو محلي والمتمثل بحضارات سومر وبابل وأشور إضافة إلى ما اكتسبته المدينة من تأثيرات خارجية فأصبحت بذلك حلقة وصل تاريخية اكتسبتها من دورها الحضاري الريادي في ربط وتواصل واغناء حضارة بلاد الرافدين مع الحضارات الأخرى تلك ( الحلقة البوتقة ) ما بين الحضارة الغربية والحضارات الشرقية القديمة حيث تمثلت فيها الحضارة الهلنستية باجلى مظاهرها ولاسيما من الناحيتين المعمارية والفنية. وتعتبر الحضر المدينة الأثرية الوحيدة الشاخصة في العراق والمبنية بطراز معماري وفني خاص سواء كان من ناحية الأسلوب أم في طريقة البناء أم مادته أو في التصميم والزخرفة , فقد اشتملت مدينة الحضر على العديد من العناصر والمخلفات المعمارية والفنية بعضها كان مبتكرا , وبعضها يعبر عن التواصل الحضاري المحلى والبعض الأخر ينم عن التأثيرات الحضارية الخارجية نتيجة عوامل عديدة
ومن حيث التخطيط العمراني فتعد الحضر نموذجا للمدن الدائرية المسورة ذات البؤرة المركزية ، فكانت مستديرة الشكل تقريبا قطرها نحو كيلومترين ولها سوران الداخلي ، يحيط بها سوران الاول ترابي خارجي قليل الارتفاع محيطه (9 كم) والثاني الذي يطلق عليه السور الرئيس فهو شبه دائري محيطه (5 / 6 كم ) وهو مدعم ب(171) برجا يحيط به خندق عمقه بين (4 -5 م ) وبعرض حوالي (8م) ، ويحتوى على أربعة مداخل مزورة ويمتد من كل باب شارع يودى إلى البورة المركزية وسط المدينة
إن موقع الحضر الستراتيجى والسوقي جعل هذه المدينة تتمتع بموقع حصين ساعد على استمراريتها فى البقاء بعد إن استطاعت استغلال العناصر المسببة لوجودها في هذا المكان المنعزل والمتمثلة بالمكانة الدينية بين سكان القبائل وازدهارها التجاري بسبب مرور القوافل التجارية بها وقوتها العسكرية كونها )) المدينة الوحيدة التي استطاعت ان تتحدى اطماع الرومان وان تصمد أمام محاولاتهم للاستيلاء عليها
بدأت دائرة الآثار والتراث العراقية التنقيب في مدينة الحضر منذ ربيع عام 1951 إضافة إلى قيامها بإعمال الصيانة كما شاركت عدة بعثات عراقية وأجنبية في إعمال النقيبات والمسموحات الأثرية ومنة ضمنها فريق آثاري من جامعة الموصل وبعثة آثارية من جامعة تور ينو الإيطالية وكذلك المعهد العراقي الإيطالي للآثار وبعثة بولونية من جامعة وأرشو

كان من نتائج هذه الأعمال اكتشاف عدد كبير من مرافق المدينة من معابد وبيوت سكنية وبوابات وأجزاء من السور الدائري والأبراج الملحقة به وكذلك عدد من الآبار والمدافن كما تم العثور على تماثيل لمشاهير من الحضريين وأصنام لآلهتهم مع ملتقطات أخرى ولهذا العمق التاريخي والحضاري والمزايا التخطيطية وطبيعة العناصر المعمارية والفنية والتأثيرات الحضارية سجلت آثار مدينة الحضر على قائمة التراث العالمي واختيرت لتكون أحدى المحميات الاثارية في شمال بلاد الرافدين .وتعد بقاياها الشاخصة من الأبنية التي تستحق الترميم والإنقاذ



المعالم الاثرية لمدينة الحضر
كشفت التنقيبات الأثرية التي أجريت في مدينة الحضر عددا من المرافق البنائية ذات الطبيعة الدينية
كالمعابد والمزارات اضافة الى الأبنية السكنية والمرافق الاجتماعية الأخرى كالبيوت والمحلات التجارية والمدافن ، وأخيرا منشآت بنائية غلب عليها الطابع العسكري مثل الأسوار والبوابات .وتشمل هذه المعالم الأثرية الآتي








المعبد الكبير
ابرز وأضخم بناء في الحضر مشيد بألواح من الحجر والجص وواقع في وسط المدينة تقريبا حيث تؤدي
اليه الشوارع الرئيسية ، وهو متجه نحو الشرق لأنه كان مخصصا بالدرجة الأولى لعبادة الشمس وكان يعرف لدى الحضريين باسم (هيكلا ربا) أي المعبد الكبير آو(بيت آلاها) أي بيت الاله ، والمعبد الكبير مستطيل الشكل تقريبا محاط بسور مساحته (5/437×5/322م) وله بوابة رئيسية على ضلعه الشرقية وأحد عشر بابا آخر موزعة على بقية اضلاعه

، كما كان يحيطه شارع عرضه نحو 50م من جميع الجهات ،كما يلاحظ على الاسوار من
الخارج حجرات ولاسيما على جانبي الأبواب كانت تستخدم للحراسة وسكنى خدم المعبد






والمعبد الكبير مقسم بجدار فاصل الى (صحن وحرم) بوساطة جدار يتعامد على ضلعيه الشمالية والجنوبية تخترقه ابواب لهمها مجموعتان ثلاثيتان تودي الى حارة المعابد الرئيسية ذات الاواوين (الحرم)، اما الصحن فهو واسع تحيطه أروقة ويضن
انه كان مركزا لمختلف الفعاليات ، فقد كان مركزا للنشاط الديني والاجتماعي والاقتصادي ليس للحضريين وحدهم بل لسكان جزيرة العراق جميعا يحج اليه
الناس من مسافات بعيدة ويقدمون فيها نذورهم ويدفنون بجوارها موتاهم ، وفي صحنه الواسع كانت تعقد الاجتماعات وتقام الولائم والأعياد ، وتوجد في المعابد اماكن معينة لجمع التبرعات وتوزيع الصدقات وأماكن اخرى لإطعام الزوار وإيوائهم وتوفير سكناهم ، وتشير الدلائل الى اتمام تشييد المعبد الكبير (بأستثناء خلوة الشمس) بعد حملة تراجان عام 117م بعد ان عمت سنوات سلم واستقرار دامت خمسين عاما، وقد أصبح المعبد الكبير في الحضر من أوسع الابنية واجملها في بلدان الشرق القديم .
وتتميز داخل المعبد الكبير عدة معابد او
مزارات كل منه لإله ،كما يوجد فيه صف من أواوين تواجه الشرق وخلفها خلوة الشمس وهي بناء مربع الشكل محاط بدهاليز ، وسنتناول باختصار وصف المعابد والأبنية الاخرى داخل المعبد الكبير ومنه التي تجاور او تلاصق الجدار الفاصل الذى يفصل الصحن عن المصليات او المزارات استنادا الى ترتيبها الجغرافي بالنسبة للزائر ابتداء من دخوله الى المعبد الكبير عبر بوابته الشرقية ..

Comments powered by CComment

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker