الاستاذ حكمت بشير الاسود

تجميل النساء في حضارة بلاد الرافدين

Posted in الباحث الاثاري حكمت بشير الاسود

تقييم المستخدم: 4 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتعطيل النجوم
 

تبوأت المرأة العراقية  منذ القدم مراتب عليا في المجتمع الرافدي القديم, فهي الام , الكاهنة العظمى - البتول , الملكة والاميرة, الزوجة -ربة البيت و الحبيبة, اللقى التي تم وضع اليد عليها من ادوات تجميل و زينة و مجوهرات و مصوغات تسرد تاريخا كاملا لها.

 

 

خاص بمدونة أ. حكمت بشير الاسود على موقع د. أبو الصوف



الصورة : الملكات السومريات في العراق القديم - مجلة لايف _ سلام طه


حكمت بشير الاسود

استعملت نساء بلاد الرافدين مواد التجميل المختلفة لاظهار انفسهن بالمظهر اللائق، كما استخدمن المساحيق المختلفة لاضفاء الجاذبية عليهن فكانت النساء يعملن على تجميل العينان والبشرة بواسطة اصباغ ذات اللون الابيض والاحمر والاصفر والازرق والاخضر والاسود، وقد وجدت بقايا اعشاب على اصداف في القبور الملكية في اور تعتبر من مصادر هذه الالوان (Wolkstein, 1983, p. 53). وغالبا ما كانوا ينظفون اجسامهن بالماء والصابون مع اجراء عمليات المسح بالزيت لتنعيم البشرة، وتفننت النساء بعمل ازيائهن وتصفيف شعرهن وتعطير اجسامهن ولبس الاساور والقلائد والحلقات ودبابيس الشعر وما الى ذلك من مواد الزينة المختلفة المتعددة (الراوي، فاروق 1985 ص 275-276).
وقد زودتنا النصوص المسمارية ببعض المصطلحات ذات العلاقة بالجمال الذي يخص المراة واستعمالاتها ومنه المصطلح الاكدي namaru الذي يعني (مرايا) (CDA, p. 235) وكذلك المصطلح musalu الذي يعني مرايا معدنية (CDA, p. 221) ومرادفها السومري MI.URU (لابات 2004 رقم 427). وقد عرفت الـ musalu بانها جرة التجميل (المكياج) الخاصة بالالهة عشتار (Beaulieu, 2002, p. 12). وقد عثر خلال التنقيبات الاثرية على مرايا مصنوعة من الذهب والفضة والبرونز اذ كان المعدن يصقل جيدا حتى يصبح سطحه عاكسا، ويمكن تحقيق ذلك بالصقل بواسطة نوع خاص من الجلد مشابها للشاموا (ساكس 1979 ص 225).وقد جاء ذكر المشط بالنصوص المسمارية بصيغة muڑtu و MUٹ / itu (CDA, p. 224) ومرادفه السومري GA.ZUM / ZU (لابات 2004 رقم 319)، وقد تم العثور على العديد من الامشاط التي كانت تصنع باسلوب فني رفيع من الخشب والعاج، كما عثر على الامشاط الذهبية ايضا.
اما النصوص الادبية فقد زودتنا بمقاطع ذات علاقة بالتجميل استنادا الى النص الاتي:
عندما استحميت لاجل السيد
لاجل دموزي
غطيت وجهي بالبودرة
عندما جملت عيني بالكحل (Bottero, 1995, p. 108)

تجميل العين بالكحل والاصباغ :
يعود استعمال الكحل الى عصور ما قبل التاريخ، وقد اشارت بعض النصوص المسمارية الى ان النساء استخدمن مواد التجميل لكل من العيون والبشرة في بلاد الرافدين، ولاشك ان تظليل العيون كان جذابا في مطلع الالف الثاني ق.م كما هو واضح من اسطورة نزول عشتار الى العالم الاسفل حيث يذكر النص السومري انها وضعت كآخر مرحلة من اعداد نفسها على عينيها مرهما يسمى (عسى ان ياتي، عسى ان ياتي او دعه ياتي، دعه ياتي)، ومن الواضح ان مستحضر التجميل هذا اعتبر جنسيا، ولا نعرف ما اذا كانت العلاقة بين تجميل العيون والجاذبية الجنسية معروفة في بلاد الرافدين ام لا. (ساكس 1999 ص 226).
وكان تجميل العيون يتبع قاعدة معجون (انثيموني) حيث كان يستعمل دبوس او (مرود) منحوت من العاج لتثبيت عجينة الكحل، وقد تم العثور على قطع من المحار التي كان يوضع بها الكحل وكذلك دبابيس العاج والبرونز التي كان يوضع بوساطتها الكحل حول العين، وقد حلل هذا ال (انثيمود) استنادا الى الموجودات الاثرية وسجلات الحفريات ليثبت استعمال كبريتات الرصاص، كما ان النصوص الاكدية ذكرت ايضا استعمال الزرنيخ الاصفر او رهج القار والصبغ الاحمر للعين الذي يتغاير مع الصبغة الحمراء الذي كان اكثر استعمالا، وان الاستعمال الاكدي الى كبريتات الرصاص هو الذي مهد الى ولادة ظهور الكحل العربي
(Forber, 1965 , p. 18) .
وقد زودتنا النصوص الادبية ذات العلاقة بالحب والغزل بالعديد من الاشارات الى استعمال الكحل كاحد عوامل الزينة والاغراء للمراة من خلال بعض الادبيات الشعرية التي وردت بصيغة (انا اضع الكحل في عيني) و (طليت عيني بالكحل) (Jacobsen, 1987, p. 18). اما النصوص المسمارية فقد زودتنا ببعض المصطلحات الخاصة بالكحل ومنه المصطلح السومري ٹEM. BI. ZI (-DA) ومرادفه الاكدي equ الذي يعني كحل (لابات 2004 العلامة رقم 215 ) و (CDA, p. 76) وكذلك المصطلح السومري الذي يعني اثمد (كحل) KU. GAN / AM lulu (لابات 2004 رقم 468 ).

التجميل باحمر الشفاه
ان الادلة على استخدام الحمرة قليلة الا انها موكدة اذ تزودنا بها قائمة مفردات قديمة، فقد ذكر احمر الشفاه في قائمة سومرية ترجمت الى (معجون الذهب) والترجمة الاكدية المرادفة هي (الصبغ الاحمر للوجه) (ساكس 1999 ص226 ).
وفي النصوص الادبية جاء ذكر الاغراء الذي يحدث بواسطة الشفاء المجملة او المزينة من خلال قصيدة للملك شولكي جاء فيها :
بعد ان ازين اعضائي
بعد ان ادهن بالعنبر شفتي واضع الكحل على عيني (Kramer, 1969,
p. 63-64)

تجميل الوجه
منذ ستة آلاف سنة والنساء تضع الاصباغ على وجوههن، وهناك احتمال على ان الرجال هم اول من اختار الاصباغ عندما كانوا يذهبون الى الحرب والى لقاءات التودد، وقد كشفت قبور عصور ما قبل التاريخ عن طبقات سميكة من لون المغرة الاحمر الذي كان منتشرا فوق الجسم بعد الموت (Forber, 1965, p. 1).
وفي بلاد الرافدين كان للمستحضرات التجميلية والبخور بعدا دينيا وسحريا كما كان للدواء نفس العلاقة، وقد وردت كلمة ٹEM (لابات 2004 الرقم 215) السومرية لتطلق على الاعشاب العطرية عموما، وكان الحرفي الذي يقوم باستعمال هذه الاعشاب هو العطار والعراف والحلاق وكذلك الكهنة الذين كان لهم ارتباطا مع المعرفة بالاعشاب
(Forber, 1965, p. 5). وقد احتوت المستحضرات التجميلية على العناصر الاتية :
زيت الحياة الذي يجعل المفاصل اكثر ليونة وقد ورد المصطلح السومري I.BA ومرادفه الاكدي paڑaڑu (CDA, p. 269) الذي يعني المسح بالزيت، وهناك نصوص تقول ان الزيت هو علاج الجسد، وقد ذكر (هيرودتس) ان البابليين كانوا يمسحون كل اجسامهم بالزيت.
المرهم او العطر الذي يفرح القلب، وان الكلمة الاكدية للمرهم لها علاقة قريبة مع اسم الكهنة الذين لهم علاقة بتقديم البخور في المعبد حيث ان الفعل riqu مشتق من riqqu
(CDA, p. 305) وقد استعمل السومريون والاشوريون مراهم ثمينة على الراس حتى تنزل الى اللحية وتذهب الى حافة العباءة (Forber , 1965, p. 3-5).
وفيما يخص (بودرة الوجه) فقد استعمل سكان بلاد الرافدين المغرة الحمراء والحنة والحلتيت او المغرة الصفراء asafetidas (وهو صبغ راتينجي يستخرج من جذور بعض النباتات وكان يستعمل كعلاج للتشنج)، ولكن يبدو ان السومريون فضلوا المغرة الصفراء كبودرة للوجه والتي كانت تسمى في بعض الاحيان (الطين الذهبي) IM. GUSKIN او ايضا (ازدهار الوجه) illur pani (Forber, p. 10 and p. 20).
وجاء في النصوص الادبية عن لسان المرأة ما نصه [تختار ذلك الذي يقطر عسلاً وتضعه على وجهها] (Blak, 2004, p. 252) ولعل ذلك يشير إلى نوع خاص لتجميل الوجه يتميز بلونه البراق وطعمه الحلو.

التجميل والاثارة بالعطور
كانت صناعة العطور من الامور الرئيسية في بلاد الرافدين واعتبرت من اهم الصناعات التي اقيمت لدى سكان البلاد القدماء، وقد استعملت المنتجات العطرية لاربعة اغراض تمس حيوات كل الناس تقريبا :
الحاجة الطبية حيث دخل جزء من العطور والزيوت في المراهم القديمة.
الخدمات الطقوسية ذات العلاقة بالتطهير والتنظيف الطقسي مع البخور
الممارسات السحرية.
التجميل وغالبا ما احتوت ايضا الحليب والعسل والاملاح.

وقد لعبت المراة دوراً رئيسياً في صناعة العطور، وتحفل ادبيات بلاد الرافدين بذكر نماذج مختلفة كبيرة للعطور وذلك مثل المحاليل المائية والمحاليل الزيتية والمراهم الخالصة منها والمركبة مع مواد عطرية اخرى، وكانت نباتات العطور تنقع وتغلى في الماء لعدة ايام وتوضع في الزيت ثم تقشد (تزال القشوة) (ليفي 1980 ص 193 وNemet-Nejat 2002 p. 157 ).
وقد لعبت الدهون والزيوت دورا مهما في صناعة العطور كاحد عناصرها الرئيسية، كما جاء ذكر عدد من الزيوت في النصوص القديمة التي كانت حقيقة زيوت عطرية استخرجت من نباتات معروفة خاصة الزيوت المقدسة السبع او (العشرة).
فمن العطور الحيوانية نذكر عبير المسك Musk والعنبر ambergriss والزباد civet (وهو طيب يستخرج من بعض غدد سنور الزباد) والـ castor (وهي مادة زيتية يفرزها القندس). اما المصادر النباتية للعطور فكانت تنتج من الزهور والفواكه والحبوب وصمغ الراتينج العطري gum – resins وراتينج السمن الصناعي aloe – resins، (Forber, 1965, p. 7-10).
وعرف العطر بالنصوص المسمارية بصيغة IR. SIM (SI. IM) ومرادفه eresu (لابات 2004 رقم 232).

تسريحة الشعر
تفننت نساء بلاد الرافدين في تصفيف شعرهن وتصفيفه وترتيبه وصبغه بالوان مختلفة لكي يظهرن بالمظهر اللائق في المناسبات المتنوعة ومنها مناسبة الزواج ولقاء الحبيب. وقد ورد في اسطورة نزول عشتار الى العالم الاسفل ذكر الحلاق الخاص بالالهة الذي يبدو انه كان مسوولا عن تسريح شعرها واظهاره بالمظهر اللائق حيث يذكر النص في بيت الشعر المرقم (320):
مطرف (اظافري) وحلاقي (بوتيرو وكريمر 2005 ص168 )
ويتضح من خلال احدى الرسائل التي عثر عليها في قصر الملك الاشوري آشوربانيبال 668-626 ق.م الموجهة الى مشرفة جناح الحريم في القصر الملكي والذي ورد اسمه بالنص المسماري (شاكنتو sakintu ) (CDA, p. 349 )عن وجود مصففة شعر خاصة بالقصر مهمتها قص شعر الملكة وصبغه (لان شعر الملكة كان طويلا ويزعجها عند النوم ) وكانت مصففة الشعر هذه تحمل معها كل الادوات اللازمة لهذا العمل ، ويتضح من مضمون نص الرسالة ان الملكة كانت ترغب بصبغ شعرها بلون الحناء، وقد استخدم الشعر المستعار وتحديدا الظفائر الطويلة اللامعة المتناسقة والتي تربط بواسطة الشرائط الملونة لاضافة لمسة جمالية وذلك في بعض المناسبات الرسمية (Rugehe,2003,p.81-92 )

وجاء في النصوص الاكدية aban su-u وكذلك aban kisnsi، وتفيد المفردة معنى حجر الشحذ (الصقل) والذي ورد من الأصل السومري SAG. KAL NA4.، وقد استعمل السومريون حجر الشحذ هذا في حلاقة شعر النساء إذ يرد ما نصه .. (حجر الشحذ الذي يحلق شعر النساء) (Thompson, 1927, p. 185).
وفي اغنية عنوانها ( شعري خس ) تنشدها كاهنة منذورة ربما قد اختيرت لليلة حب مع الملك ( شو – سين ) ، وربما لهذا السبب قامت بتسريح شعرها تسريحة خاصة جذابة في نظره ( ولعل المقارنة هنا بين الشعر والخس تشير الى الخصوبة والى لمعان الشعر المزيت ) ، تنشد الكاهنة :
خس شعري مزروع قرب الماء
خس كاكول Gakkol شعري مزروع قرب الماء (وهو نوع من الخس)
ممشطة ؟ ناعمة خصله ؟ المتشابكة
مربيتي ؟ كومتها عالية
من شعري الوافر النماء في الماء
جعلت خصله الصغيرة كومة مكتنزة
انها تنظم اغرائي
اغرائي – شعري هو الخس الذي هو افضل النبات
الاخ اجتذبني بنظرته المانحة الحياة
شو- سين قد اختارني (كريمر 1979 ص 29 )

لقد كان الخس زرعا مفضلا لدى السومريين ولم يكونوا يشبهون تسريحة شعر المحبوبة الغالية بالخس حسب وانما المحب كان ايضا يشبه بالخس المزروع قرب الماء، وهو ايضا حديقة عامرة ونباتات حبوب في الاخاديد وشجرة تفاح محملة بالثمر كما ينعكس في الكلمات المفعمة بالحيوية والتي تنشدها المحبوبة النشوى :
لقد انبت، لقد ازهر، انه خس قرب الماء مزروع
حديقتي العامرة ب.. السهب، مفضل امه
نباتات حبوبي الوافرة النماء في الاخدود
انه خس مزروع قرب الماء
شجرة تفاحي التي تحمل الثمر حتى ذروتها
انه خس قرب الماء مزروع (كريمر 1979 ص70 )

كما كانت كثافة الشعر عند المراة او الرجل صفة للتغزل وكان التشبيه بالنخلة امرا شائعا، فقد كانت هذه الشجرة مقدسة في جنوب العراق، في نص ادبي عنوانه ( يا كثيف الشعر مثل النخلة ) نقرأ :
يا كثيف الشعر، يا كثيف الشعر
انت لي حبيبى، يا كثيف الشعر انت لي
يا كثيف الشعر مثل النخلة، انت لي
يا كثيف الشعر مثل طرفاء ملتفة
يا حبيبة يا كثيف الشعر
ستة اضعاف شده على فخذي
يا حبيبي يا آسري يا كثيف اللبدة
اربعة اضعاف شدها على فخذي
يا اخي يا جميل الوجه
يا براق الشعر، يا غزير الجزة، يا كثيف الشعر
يا خلاب، مثل بلاط لامع، يا متين الشعر يا كثيف
انت تمثال ذهب، منحوتة خشب، تحفة صائغ
كن يا حبيبي نبض سعادة
كن ذخرا لايام مشرقة
كن معدن اساور
تعال بقربي في الليل وابق معي
تعال بقربي في النهار وابق معي
فليفتح لك الاله طريق
وليبلطه لك حملة الفووس والسلاسل ( الماجدي، انجيل سومر ص 87 – 88 )

وفي نص آخر يصف الحبيب ذو الشعر المجعد والشعر ذو الخس النامي نقرأ:
ايها الرجل العسل
الحلو الذي غمسني بالحلو الى الازل
ايها الاله ياذا اليدين الملساوببن
ياذا القدمين الشائقتين
اغمرني بحنانك الى الازل
بحياة طافحة خبلت سرتي
يا وحيد امه، انت لي
يا مجعد الشعر
الشعر الخس النامي قرب ينابيع الماء ( الماجدي، انجيل سومر ص 88 )

وفي نص ادبي بعنوان (رطبت شعري المجعد) يعرض وصفا كاملا لزينة المراة من عملية الاستحمام الى ترصيف الشعر وتمشيطه وتلميعه ربما ببعض الدهون، جاء فيه :
في البيت، في البركة اللماعة استحممت
في الحوض دهنت جسدي
وكسوته برداء الملوكية
رداء ملكة السماء والارض
ووضعت الكحل على عيني
اما شعري فقد لمعته ومشطت خصله
ووضعت شبكة دبوس الشعر على راسي
رطبت شعري المجعد وجملت جدائلي المجنونة
سواري الفضة في المعصم
وحول عنقي عقد اللولو
وعلى جيدي جوهرة نازلة (الماجدي، انجيل سومر ص 91 )


عادات وطقوس لها علاقة بالتجميل
كان الرجال يحلقون رووسهم ويلبسون الباروكات في المناسبات والاعياد، كما ان الرجال في بابل وآشور كانوا يلبسون اللحى ماعدا الخصيان او الذين يقومون بانجاز واجبات تعبدية.
وكان غسل الملابس ينجز بالصابون المعمول من المحلول القلوي الذي يجمع من نبات قلوي مع زيت السمسم او دهن الخنزير، كما استعمل القاصر الابيض كمطهر
(Stol, 1995, p. 498-490).
وقد اعتاد الناس في بلاد الرافدين على غسل اجسامهم في مناسبات الاحتفال، وكان للطهارة عندهم مفهوم روحي اكثر منه صحي. حيث شدد العراقيون القدماء في الغسل من الجنابة بعد كل اضطجاع وفرضوا على الرجل وزوجته ان يتبخرا بالبخور اولا ثم يغتسلون بالماء عند بزوغ الشمس ولا يحل لهما ان يلمسا شيئا قبل الاغتسال (الدملوجي 2003 ص 187).
ويرد في نص أدبي يعود الى الملك شولكي ما يشير الى عملية الاغتسال او الاستحمام قبل الممارسة الجنسية:
عندما ساستحم من اجل الملك
وعندما من اجل الراعي دموزي سوف استحم
عندما يكون جسمي موشحاً باختنان (ساكس 1979 ص437)

وتفيد المصادر المسمارية بان سكان بلاد الرافدين استخدما حجر النسفة
stone pumic او الخفخاف (البازلت) (وهو زجاج بركاني اسود خفيف جدا مليء بالنخاريب يستعمل في الصقل والتنعيم) وقد استعمله الناس بصورة عامة (كمزيل للشعر) وعرف لنا باسم حجر الحلاقين BALAG. GA asu (aban alligi) (Forber, 1965, p. 20). ولعل هناك اشارات في النصوص الادبية يفهم منها بان عملية ازالة الشعر وخاصة من جسد المراة كان تقليدا شائعا يقصد منه الظهور بالمظهر اللائق وابراز المفاتن وانه عنصر من عناصر الجمال والاغراء لدى المراة. فتشبيه الارجل بعمود المرمر او عندما تقول انانا واصفة نفسها انها (تختار المرمر الساطع وتضعه على فخذيها) فلعل بذلك اشارة ان فخذاها صقيلان مثل المرمر (Black, 2004, p. 253).
ونفهم من النصوص الادبية ايضا بانه كان للالهة عشتار موظف خاص يعمل بهيئة (مطرف اظافر) حسب ما جاء في اسطورة نزول عشتار الى العالم الاسفل :
مطرف (اظافري) وحلاقي (بوتيرو وكريمر 2005 ص 168)
ونقرأ في احدى الرسائل التي عثر عليها في قصر الملك آشوربانيبال المرسلة الى وصيفة الملكة ما يشير الى قص اظافر اليد وتشذيبهم ووضع الزيت عليهم لتصبح هذه الاظافر مثل اللوءلوء حسب تعبير النص .وقد زودتنا النصوص المسمارية باسم الاداة التي كانت تستخدم بتقليم الاظافر وسميت (قرافة اظافر) وعرف اسمها بالسومرية بالصيغة UMBIN. SA. A ومرادفها liqit supri (لابات 2004 رقم 92 ). كما عثر في حفريات المقبرة الملكية في أور على ملقط كان يستعمل لتزجيج الحاجبين او لنزع ما ليس مرغوباً فيه من الشعر (ديورانت، 1965، ص 33).

وقد ورد في نص مهم يعود الى فترة ما قبل العصر السرجوني يسجل سلسلة من الحاجات التي قدمها (لوكالبندا) حاكم لكش الى ابنه (اور-تاريسير-سيرا) بمناسبة دفن زوجة الاخير (نيننيشي) . ومن الاشياء التي دفنت مع (نيننيشي) هي مزلجة لدراسة الحبوب من خشب البقس ، مسند قدمين من البلوط ، ميزان صغير ، مشطان من خشب البقس ، دلو لتراب التجميل (واسمه طين خاوة ، وطين ارمني ، وهذا التراب كان وما يزال يستعمل الى عهد قريب ويوتى به من مناطق كركوك ويستعمل لغسل الشعر ليصبح ناعما ... ) ، ومرآة برونزية ، عباءات ، زبد وزيت في أوان ، مواد تجميل ) (بوتس 2006 ص 223- 224 ) .
ومن الامور الاخرى التي كان لها علاقة بالتجميل في بلاد الرافدين هو ( المناضد ) التي استخدمت منذ وقت مبكر في هذه البلاد كوسيلة لتقديم الطعام اضافة الى اغراض اخرى مثل منضدة تقديم الاضاحي او القرابين ، ومنضدة الاله او المنضدة المقدسة ، ومنضدة الملك . وكان هناك نوع مميز من المناضد التي استخدمت لحمل ادوات الزينة ، وقد عرفت بالمصطلح السومري KA . KARA يرادفه بالاكدية kangiskarakku (CDA,p.149 ) ( محمد علي ، ياسمين 2004 ص 86 – 87 ) .

ويصف لنا نص ادبي المراحل التي تعمل المراة على مراعاتها وهي تتهيأ للقاء الحبيب من طقوس الغسل والاستحمام والتنظيف واظهار مواطن الجمال عندها من خلال عمل تسريحة لشعرها ووضع الكحل على عينيها وغير ذلك من الامور التجميلية حيث جاء في النص :
لقد غسلت، غسلت بالصابون
غسلت نفسي في الاناء المقدس
غسلت بالحوض الابيض
ارتديت اردية ملوكيا، ملوكية السماء
لهذا السبب اقتعدت بالبيت
طليت عيني بالكحل
ثبت تسريحة شعري...
ارخيت شعري المتشابك
فحصت السلاح الذي سينصر حكمه
عدلت شفاهي الملتوية
خصلاتي المفككة جمعتها في العلا
تركتها تنحدر حتى حاشية موخرة عنقي
وضعت في يدي سوارا من الفضة
ثبت حول عنقي خرزا صغيرة
ثبت حول اوتار عنقي ( كريمر 1979 ص 70-71 )

درع الصدر / حمالة الصدر / حلية الثدي
تفيد المعلومات الاثرية عن وجود رباط الصدر chest band والزنار على الاشكال الطينية منذ عصر العبيد، ومثلت ايضا شرائط الثدي (الحمالات) من عصر فجر السلاللات (Bahrani, 1995, p. 1643).
وزودتنا المصادر المسمارية بمصطلحات تفيد بان العراقيين القدماء والنساء منهم على وجه الخصوص كانوا قد عرفوا حمالة الثدي ودرع الصدر وكذلك زينة/ حلية الثدي, فقد ورد المصطلح irtu (CDA, p. 131) الذي يعني بصورة محددة (حمالة الصدر) والحلية او الزينة التي تغطي الثدي، وهي قطعة مفصلة من الجواهر تلبس على الصدر، وقد ظهرت عدة حالات من الـ irtu، فمنها على شكل درع مرصع بالجواهر يحتوي على لوح ذهبي بمختلف الاشكال منه على شكل (الهلال) حيث يمكن ان يكون فاتنا مع النقش النافر او البارز، وآخر ياخذ شكل الاسد شعار اور ورمز عشتار وتصف بعض النصوص عن irtus مصنوع من الجواهر والخرز والاحجار المربوطة مع بعضها باسلاك من الذهب ربما شكلت حمالة الثدي على شكل شبكة. وآخر شكل لحلية الثدي نشر حديثا يتكون من اربعة خرزات على شكل رمان من الذهب وتحمل هذه الخرزات رسم محفور يشكل معكوس يمثل عقد عريض على شكل ياخة يتالف من جواهر كثيرة، وهذا يدل على انه كان في بعض الحالات اختلاف قليل بين القلادة kisadu وحلية الثدي irtu (Beulieu, 2003, p. 10).
ومن الجدير بالملاحظة ان حمالة الثدي irtu لا تعني نموذج خاص للزينة ولكن للوظيفة والحجم حيث انه كان في بعض الاحيان يغطي الصدر او الرقبة والصدر في أن واحد، وهذا شرح من خلال نص كتابة يعود الى الملك الاشوري اسرحدون 680-669 ق.م حيث قسمت حلية الالهة الى مجموعتين، هولاء زينوا الرقبة واولئك زينوا الثدي على حد تعبير النص، وقد زودتنا نصوص الارشيف بعلامات مختلفة عن (حلي الثدي) تعود الى عدد من الالهات اخذت اشكالا مختلف وهي :
- حلية لحمالة الثدي irtu للالهة نناي والالهة كولا
- Irtu hurasi حلية الثدي من الذهب للالهة عشتار ونناي (CDA , p. 121)
- irtu hurasi ebbi حلية الثدي من الذهب النقي للالهة نناي (CDA, p. 64)
- irtu sa uskari درع الصدر على شكل هلال للالهة عشتار ونناي
(Beaulien 2003 p. 10 – 11)
كما جاء وصف بعض دروع او حمالات الثدي التي عملت باشكال معينة ربما كانت تبدو مثير عند لبسها من قبل النساء وتعكس ذوقا فنيا رائعا :
- irtu ah anu hurasi درع الثدي مجنح من الذهب للالهة كولا
- irat sa apsasi درع الثدي على شكل (سفنكس) للالهة نناي (CDA, p. 21)
- irat hurasi sa nesi درع الثدي من الذهب يمثل الاسد للالهة عشتار ونناي
(CDA, p. 251)
- irat ša şeri tebi h uraşi درع ثدي من الذهب مع تمثيل لافعى منتصبة للالهة كولا
- Irat hurrasi sehertu sa seri tebiدرع ثدي صغير من الذهب على شكل حية منتصبة (Beaulien 2003 p. 11)

كما ذكرت النصوص المسمارية كميات الذهب لعمل حلية الثدي للالهة نناي والخاصة بـ (عود او قضيب فتحة حلية الثدي) وكذلك لاجل درع الثدي المجنح، واخرى عبارة عن حلية للثدي من الذهب يكون موقعها بين اليدين مع ثلاثة ادرع للثدي حملت اشكال، لحية منتصبة، وقد ذكرت النصوص ايضا ان حلية الثدي للالهة عشتار اوروك استعملت بها المواد الاتية ( 210حجرة عين، 30 ختم اسطواني على شكل الخرز، 520 خرزة على شكل البيضة من اللازورد (Beaulen, 2003, p. 236-257).
وهناك نص من العصر البابلي القديم يسجل الملابس الشخصية والزينة للالهة عشتار لكش، ويذكر هذا النص بجانب الاختام الاعتيادية والاقراط والقلائد ستة حلي للاثداء من العاج وحليتان من الذهب حيث جاء ذكر حلية الثدي بالمصطلح الاكدي tudittu الذي يعني دبوس الملابس الذي يوضع على حمالة الثدي للمراة (CDA, p. 408) وقد وصفها آخرون على انها تمثل دلايات او بروشات مفتاح العقد او دروع الصدر (Bahrani, 1995, p. 1641)
وقد كتبت (انخيدوانا) ابنة سرجون الاكدي 2334 – 2279 ق.م التي كانت كاهنة الاله ننا في اور في عهد الملك نرام-سين 2251-2218 ق.م قصيدة من الميثولوجيا التاريخية تسلط الضوء على حدث هام هو الاستيلاء على منطقة (ايبيخ) الذي كان السومريون يكتبونه بصيغة EN. TI وهو اسم من اصل سامي كانوا يطلقونه على جبل حمرين الحالي، وكان لهذه المنطقة اهميتها الكبيرة لانها الحاجز الجبلي الوحيد في ارض بلاد الرافدين المنبسطة السهلة وكانت القصيدة بعنوان (انتصار انانا على ايبيخ) وقد جاء في بعض ابياتها الشعرية وصف للزينة التي توشمت بها تهيا للمعركة ومنها زينة الصدر :
انانا ابنة سين
توشمت اذا بمعطفها الملوكي وارتدته باناقة
زينت جبينها بالبريق الخارق المرعب
وضعت على صدرها المقدس وريدات العقيق
وامتشقت بيمينها بشدة هراوتها ذات الرووس السبعة
واحتذت النعال اللامعة برجليها
ثم خرجت بجراة في الغسق ( بوتيرو وكريمر 2005 ص 54-63)

الملابس
تفيد المعلومات الاثارية بان الملابس كانت قد صنعت في غرب آسيا وكان
الغرض الاولي من استخدام الملابس هو للحماية من تقلبات الطبيعة من الحر والبرد
اضافة الى الشعور بالخجل الذي كان يصاحب الانسان عندما يشاهد نفسه عاريا
(Collion, 1995p. 503).
وطبقا للنصوص الادبية فان الامتلاك النموذجي للمراة في بلاد الرافدين كان هو المشبك او الابزيم وكذلك المغزل الذي صنعت بواسطته ملابسها، وتشير الدراسات الحديثة انه احسن ترجمة للشكل هو (الابرة) والاكثر دقة هو دبوس مسمار العقدة الذي يساعد على ربط حمالة الثدي مع الثوب، وذكرت بعض النصوص المرايا بدلا من الابزيم.
وقد لبست المراة العباءة مشبكة بدبوس على الجهة اليسرى بينما وضعه الرجال على الجهة اليمنى، وكما في الثقافات الاخرى فقد كان الرجال يرافقون المراة من جهتها اليمنى وتكون موقع المراة في الجهة اليسرى، وقد كان الاعتقاد قديما ان المراة الحامل عندما يكون اثر الحمل نحو جهة اليمين فانها تحمل ذكرا، واذا كان اثر الحمل على جهة اليسار فان المولود سيكون انثى (Stol, 1995, p. 490).
جاء ذكر الملابس في المعاجم المسمارية باسم lubusta (CDA, p. 184) كما جاء ذكر (الملابس الداخلية) للنساء في النصوص الادبية التي تضم قصائد حب وغزل على شكل حوار بين انانا ودموزي حيث جاء فيها :
رجلي الذي رفع ثوبي الرقيق من على فرجي (Leick, 1994, p. 127-128)
كما جاء ذكر الملابس الداخلية القصيرة المصنوعة من القماش الناعم التي كانت تثبت باشرطة(Joan,1923,p. 363-364 ).كما تظهر العديد من التماثيل الفخارية الصغيرة التي اكتشفت خلال التنقيبات الاثرية في مدينة آشور بأن بعضها كان برداء شفاف خفيف للغاية (اندرية، 1986، ص 38).

التزين بالحلي والجواهر
يقصد بالحلي على نحو عام بالمصوغات او الادوات التي صاغها الانسان وشكلها من مواد متنوعة مثل الذهب والفضة والبرونز وذلك للتحلي بها لغرض الزينة او لاستخدامات خاصة في حياته اليومية وتشمل نماذج من القلائد والاساور والاكاليل والخواتم والاقراط التي تضفي على لابسها الفتنة والجمال والاغراء.
وقد لعبت الحلي والجواهر دورا مهما في الحياة اليومية لسكان بلاد الرافدين القدماء، واعطى تزيين الجسم بالمواد الثمينة كالحلي والمجوهرات والاحجار الكريمة اهتماما كبيرا للحياة الانسانية حيث عدت زينة المراة من الامور الاساسية في حياتها اليومية وكذلك الحال عند مماتها.
وقد اعتقد الانسان العراقي القديم ان للاحجار فوائد طبيعية وسحرية فضلاً عن قيمتها الجمالية فوضع لبعض منها ايحاءات سحرية وفوائد خارقة ترتبط بالقوة الطبيعية والامراض التي تؤثر فيه لذا عنى بها الانسان منذ القدم واقتناها وتوارثها وبحث عن مواطن تواجدها وأخذت مكاناً مهماً في معاملاته التجارية، كما استخدمها الملوك في زخرفة تيجانهم وصناعة اختامهم وقدموها هدايا في افراحهم ومناسباتهم. (المعماري، 2006، ص2)
زودتنا التنقيبات الاثرية التي اجريت في مختلف المواقع الاثرية بنماذج من تلك المواد امكن مشاهدتها في اماكنها الاصلية in situ، كما وظهرت ايضا امثلة من تلك النماذج في الفن المرئي لحضارة بلاد الرافدين التي امدتنا بمعلومات مفصلة عن كيفية لبس هذه الحلي والجواهر مثل العقود والاساور والزنار وكذلك اشكال مزخرفة على شكل دلايات ومن مختلف العصور.
فمنذ الالف السابع ق.م ظهرت نماذج طينية terra – cotta من بلاد الرافدين وجدت عليها كرات صغيرة في الاذان والجسم ربما مثلت ما كان محمولا او مربوطا على الملابس، كما ان القلائد كانت قد صبغت على الاشكال الانثوية من عصر حلف، وفي عصر فجر السلالات جاءنا تمثيل لاشكال انثوية عارية على مقابض الجرار تحمل شرائط عديدة وقلائد واشكال نذرية انثوية في وضع الصلاة يلبسون الاقراط في بعض الاحيان
(Bahrani, 1995, p. 1643).
فقد كان النساء يضعون خواتم من الفضة في اصابع ايديهم وارجلهم واقراط ذهبية في آذانهم (Stol, 1995, p.490) وكذلك الاكاليل مع حلية متدلية في المقدمة، ونقشت على الاختام مشاهد لملكات يلبسن تيجان، كما وشوهدت الالهة عشتار وهي تحمل سبحة من الخرز (Bahrani, 1995, p. 1643).
وقد عثر على نماذج من مواد عملت على شكل الاعضاء الجنسية للمراة والتي غالبا ما كانت تقدم كتقدمات نذرية ومنها على سبيل المثال حلي تمثل حمالة الثدي من الذهب ومواد اخرى، وكذلك عثر على شكل (الفرج) من الذهب وثمانية اخرى لنفس الفقرة من الفضة، وان غالبية النماذج التي تمثل شكل (الفرج) قد كشفت اثناء التنقيبات الاثرية في المعابد العائدة للالهة عشتار، وان تفسير ذلك واضح بسهولة ( Bahrani, 1995, p. 1641).
اما النصوص المسمارية فقد زودتنا بمعلومات ثمينة عن الجواهر والحلي خصوصا تلك التي كان يتم تبادلها كهدايا بين الحكام او التي تعطى هدايا عند الزواج حين شكلت جزء من مهر العروس في بعض الاحيان ( Bahrani, 1995, p. 1635-1639).
ففي الاسطورة السومرية (انانا ودوموزي) تتهيا انانا الهة الحب للوصول الى عريسها بواسطة الاستحمام وتعطير جسدها وتمشيط سعرها وترتيب لبسها واخيرا تتزين بالجواهر والحلي وفق ما جاء بالنص :
خواتم من ذهب
وضعت في يدي
خرز صغير من الحجر
علقت حول عنقي
عدلت توازنهما
على موخرة عنقي (Jacobsen, 1987, p. 17 )

كما واعطيت الجواهر كهدايا من قبل المحبين او خلال احياء ذكرى مناسبات خاصة، فعندما ولدت (كوباتم) طفلا اعطاها زوجها (شو-سين) هدايا بهذه المناسبة :
دبوس من ذهب وختم اسطواني من اللازورد
حلقة من ذهب وحلقة من الفضة مزخرفة (Jacobsen, 1987, p. 95)

وفي اغنية حب موجهة الى الملك شو-سين، نرى الملكة تشبه الملك وتفارنه بالجواهر حيث جاء فيها :
انت دبوس عمامتي( ادبيا الذي يسترني )
ذهبي الذي البسه
حليتي الصغيرة طرزت من قبل
محترف ماهر (Jacobsen, 1987, p. 91 )

لقد زينت المراة جسدها بالجواهر والحلي للاغراء الجنسي، وقد وصفت النصوص المراة وهي تهيء نفسها ليوم الزفاف بواسطة طقوس الاستحمام وتزيين جسمها بالجواهر الذي اعتبر جزء من سحر الاغراء :
تشميتو وضعت زينة الذهب على ثوب نابو
سيدي، ضع قرطا في اذني
انا سوف اعطيك المتعة في الحديقة
نابو، حبيبي ضع قرطا ( علي)
انا سوف اجعله سعيدا في (Bahrani, 2001, p. 87- 88 ).

ويبدو ان التزين بالجواهر لم يقتصر على الملكات والنساء المحترمات في المجتمع الذين كانوا يستلمون جواهرهم من المحبين، وانما شمل الامر ايضا العاهرات كما جاء وصف البغي لانكيدو في خطاب بليغ ورد في ملحمة كلكامش :
سيحبك الملوك والامراء العظام
ولن يضرب احد فخذه مستعيبا بك
ومن اجلك سيهز الشيخ لحيته
وسيحل الشباب احزمتهم من اجلك
(وسيقدمون) لك اللازورد والذهب والعقيق (باقر 1980 ص 121 – 122 )

ولعبت الجواهر دورا رمزيا في الادب العراقي القديم كما يمكن ان نتلمسه في اسطور نزول عشتار الى العالم الاسفل، تلك الالهة التي اشتهرت بزينتها التي تعتمد على النواميس المقدسة السبعة حيث ان انانا/عشتار اخذت تنزع تدريجيا كل فقرة من زينتها وملابسها عند كل بوابة من البوابات السبعة التي تودي الى العالم الاسفل وهي على التوالي :
تاج السهل على راسها
عصا القياس وشريط اللازورد في يدها
عقد الاحجار الكريمة في جيدها او زنار احجار ولادتها في وسطها
احجار الصدر المتلالئة
السوار في المعصم
درع الصدر او زينة tudittu لثدياها
ثوب السيادة (بالا) او ملابسها
وعندما سألت الالهة عشتار عن مغزى هذا العمل، اخبرت من قبل حارس البوابة ان هذه هي قوانين العالم الاسفل، يجب على الشخص ان يدخل بدون زينة ( Bahrani, 1995, p.1640/ Kramer, 1961, p. 32 )

ولم يقتصر التبجيل بالجواهر والتحلي بالمعادن الثمينة على الرجال والنساء فقط ولكن الالهة كانوا ينعمون بهذه الزينة في ملابسهم ايضا، وقد سجلت النصوص المسمارية في بداية الالف الثالث ق، م فقرات مختلفة للجواهر والحلي التي زينت ملابس تماثيل العبادة، فعلى سبيل المثال وصف نص من العصر البابلي الحديث حلية صغيرة من الذهب للالهة حيث كان فيها (554 نجمة و 636 حلية) hasu وهي حلية على شكل الرئة (CDA, p. 170) تعود الى ثوب kusitu (الذي يعني رداء من الكتان لتمثال الاله (CDA, p. 170) لسيدة الوركاء، و 706 وردة ذهبية و 706 حلية tensu وهي حلية ملابس من معادن ثمينة (CDA, p. 404) من ثوب kusitu للالهة نناي، هذه الملابس كانت مزخرفة بالذهب والفضة وهي مشابهة لللاوراد الذهبية والنجوم التي خيطت في ملابس الدفن لملكات العصر الاشوري الحديث (Bahrani, 1995, p. 1641 )
وقد زودتنا النصوص الادبية باغنية زواج للالهة انانا ومحبوبها دموزي وقد صيغت باسلوب ادبي رفيع، وتتالف من مقطعين متساويين (46 سطرا)، في المقطع الاول رجل غير معروف يجلب الاعشاب والتمور والماء والاحجار الكريمة الى انانا التي تعمد الى تعليقهم على جسدها من اعلى الراس الى القدمين، وفي المقطع الثاني يقابل دموزي الذي جاء ذكره بنعوت مختلفة حيث يقابل انانا في معبدها التي توكد على احضار سرير الزواج لاجل رجل قلبها دموزي لكي يستمتعوا معا على السرير :
1 – 10 :
هو الذي اقتلع العشب للمقدسة انانا
هو الذي جمع التمور.. شجرة النخيل ل انانا المقدسة
دعه يجلب لها الماء وحنطة Emmer السوداء وحنطة Emmer البيضاء
الرجل يجلب اكوام من الاحجار لتختار منها
الرجل يجلب الى العذراء انانا كميات كبيرة من الاحجار لتختار منها
هو يجمع اللازورد من الكومة، يجمع اللازورد الى انانا من قمة الكومة

11 - 24
هي تختار خرزات الارداف وتضعهم على ردفيها
انانا تختار احجار الراس وتضعهم على راسها
نختار كتلة شفافة من اللازورد وتضعهم على موخرة عنقها
تختار (اشكال) الاعضاء التناسلية الذهبية وتضعهم على شعر راسها
تختار شرائط من الذهب لاجل اذنيها وتضعهم على اذنيها
تختار البرونز اللامع وتضعه على شحمات اذنيها
تختار ذلك الذي يقطر عسلا وتضعه على وجهها
تختار ذلك للمزار الخارجي وتضعه على انفها
تختار ال... وتضعه على فمها
سوف تختار الحلقة الجميلة وتضعها في سرتها
تختار الجيد من العسل والماء النقي (العذب) وتضعه على وركيها
تختار المرمر الساطع وتضعه على فخذيها
تختار الصفصاف الاسود وتضعه على اعضائها الجنسية
تختار الصندل المزخرف وتضعه في اصابعها

26 - 36 :
السيد التقى بها لاجل من جمع اللازورد من الكومة
دموزي التقى انانا لاجل من كان قد جمع اللازورد من الكومة
لعل النسوة يدخلن مع اغانيهن
يحملون العروس، يغنون، يرسلون رسولا الى ابيها
انانا ترقص من المرح، ترسل رسولا الى ابيها

37 - 47 :
دعهم.. لاجلي في بيتي، دعهم الى بيتي الى مزاري
دعهم يقيمون لاجلي سرير الورد
دعهم ينثرون عليه الاعشاب العطرة لاجلي
لاجلي دعهم يجلبون الرجل، رجل قلبي دعهم يجلبونه لي
دعهم يضعون يده في يدي
دعهم يضعون قلبه مع قلبي
سار جدا.. هو النوم (معه)
وكما يضغط القلب على القلب
السرور عذب جدا
(Black, 2004, p. 252 - 254).

التعليق على النص
يوضح لنا هذا النص الادبي الاستعمال الواسع للحلي والمجوهرات والاحجار الكريمة من قبل المراة لغرض زينتها ولكي تظهر بالمظهر اللائق المغري حيث يزيد من جمالها وفتنتها مع وسائل التجميل الاخرى.
نشاهد في هذا النص ان انانا تختار الخرز للارداف واحجار اخرى لزينة الراس وشد الشعر وتضع اللازورد على رقبتها ثم تختار اشكالا من الاعضاء التناسلية (ربما الذكرية) لتزين بها شعرها وشرائط من الذهب على اذنيها واقراط من البرونز وخزامة للانف وحلقة للسرة وصندل تنتعل به.
* وتستمر العروس في تجميل جسدها، فهي تختار الذي يقطر عسلا وتضعه على وجهها، ولعل المقصود هنا نوع من الزينة المغرية توضع على الوجه طعمها مثل العسل لكي يتذوق منه دموزي العريس عندما يهم بتقبيلها حيث اعتبر العسل للانثى بمثابة الاثارة الجنسية، كما تختار شيء مماثل وتضعه على فمها لنفس الغرض، وتدهن وركيها بالعسل والماء (للشم والتذوق) وتجعل فخذاها ساطعان كالمرمر (لعل المقصود هنا جعلهما املسان) ويبقى التساول لماذا الصفصاف على اعضائها الجنسية. وعلى انغام الموسيقى تشدو النسوة وترقص ويلتقي الاثنان انانا ودموزي العريس والعروس، الرجل والمراة حيث يضطجعان على سرير الورد المعطر بالاعشاب العطرة، وتتشابك الايادي وتخفق القلوب فيحدث السرور العذب.
الحراثة بالجواهر
وهي اغنية حب نسبت قديما الى الميدان الادبي بين انانا ودموزي الذي ورد اسمه بصيغة (اما - اوشومكال - انا).
تبدا الاغنية بحديث على لسان انانا ثم دموزي اشبه بالعتاب حول علاقاتهم العائلية، لكن بقية الاغنية تصب في العواطف الخاصة حول فعل الممارسة الجنسية وتستند على التشبيه والاستعارة بواسطة الحراثة باحجار (شوبا) وهو حجر ثمين ربما العقيق الاحمر، ويبدو ان كلا التشبيهان له علاقة بالسائل المنوي العائد الى دموزي، ونفهم اكثر من الكلام الادبي لتعزو الى الجواهر التي تلبسها انانا.
وفي الفقرة الاخيرة يرد مصطلح (لحية اللازورد) وعلاقة ذلك بالعرف او التقاليد العائدة الى اللحية ذات اللون الاسود التي عملت من الحجر الكريم، وربما هناك تلميح الى لحى اللازورد المزيفة التي عملت لتمثل الثيران في الاعمال الفنية للالف الثالث ق.م.
واستنادا الى السلسلة الواسعة من الاسماء الالهية التي ترد في الاغنية ومن ضمنها اسماء لدموزي وانانا التي وردت ككاهنة وكخليلة، فقد اقترح ان هذه الاغنية هي ليست اغنية حب بسيطة فقط وانما محتوى تعبدي ديني :
1 - 26 :
سوف يطاردني عبر الطريق المظلمة للصحراء
هذا الرجل الشاب سوف يطاردني عبر الطريق المظلمة للصحراء
ايتها المراة الشابة لاتغضبي بالشجار
انانا دعينا نتكلم تكرارا، انانا لاتتشاجري بغضب
دعينا نناقش (الامر) معا
انانا دعينا نتكلم حتى النهاية
دعينا نناقش معا
دعينا نناقشها حتى النهاية

23 - 30 :
الكلمات التي تكلمنا بها، انها كلمات مثيرة تجاه الرغبة
انها رغبة قلبه
هو من احجار (شوبا ٹuba انه يحرث باحجار شوبا
اما - اشوموكال - انا، مع احجار شوبا يرقد مثل الحبوب
الجواهر الصغيرة من بين جواهره
تكدس مثل اكداس الحبوب، الجواهر الكبيرة من بين جواهره

31 - 35 :
استنجد ب اما - اوشموكال - انا
احرث بالجواهر، لاجل من هو يحرث بالجواهر، لاجل من يقوم بالحراثة
لعل الجواهر الصغيرة من بين جواهره تكون على مبخرتنا
لعل الجواهر الكبيرة من بين جواهره تكون على صدورنا المقدسة

36 - 40 :
اما - اشوموكال - انا يجاذب العشيقة
انه لاجل الخليلة لاجل قرينته العاشقة، انا احرث بهم لاجلها
لاجل انانا المقدسة، الكاهنة، انا احرث بهم لاجلها
هي التي من احجار شوبا، سوف يحرث باحجار شوبا

41-45 :
يحرث بالجواهر، لاجل من يقوم بالحراثة
اما - اشوموكال - انا يحرث بالجواهر، لاجل من يقوم بالحراثة
اللحية الى احدهم، الذي يوحد لاجلي
الذي سيكون لاجلي، هي من اللازورد
لحية... الذي، (الاله) آن، سوف يكون لاجلي
من اللازورد، لحيته من اللازورد (Black, 2004, p. 84 – 86)

زينة الالهة عشتار
عندما يقع دموزي بحب انانا/ عشتار ويحاول بشتى الوسائل اقناعها بالزواج منه بدلا من غريمه الفلاح، وتذكر المصادر بان الاله الراعي تمكن في النهاية من ان يستحوذ على قلب انانا/ عشتار وان يتزوجها، وكان دموزي سعيدا بزواجه الى ان عزمت زوجته الالهة على القيام برحلة الى العالم السفلي حيث كانت اختها الكبرى (ايرشكيكال). وقد لاقت الالهة عشتار صعوبات كثيرة في رحلتها حسب ما تخبرنا به القصة المعروفة بـ (نزول انانا/ عشتار الى العالم الاسفل) (علي، فاضل 1986).. وقد جاء في القصة :
اينانا التي تسكن في السماء قررت ذات يوم ان تنطلق الى الاسفل الى الجحيم، ولا تقول شيئا عن الغاية التي توختها انانا، الا ان ردود الفعل التي اثارتها عند الاله انليل وننا/ سين توحي بان تلك كانت نزوة من نزوات الالهة انساقت اليها في سبيل اكتساب مجال جديد لتاثيرها، فتهيأت للرحلة وتركت الواحد بعد الاخر جميع المعابد الكبيرة حيث كان لها مقر وتمارس بعض النفوذ وتاخذ معها السلطات التي كانت حائزة عليها (والتي حصلت عليها او انتزعتها من انكي وتدعى النواميس) ويشار الى جميع هذه السلطات (بالزينات) السبع التي اتسمت بها انانا وهي:
وضعت على راسها العمامة، تاج – السهب
رتبت على جبينها خصل الشعر
قبضت على مقياس من اللازورد
زينت عنقها بقلادة من اللازورد
وضعت باناقة على عنقها اللاليء المزدوجة
احاطت معصميها باساور من ذهب
بسطت على صدرها ساتر النهدين (تعال يا رجل تعال)

وتوشحت ببالا والمعطف الملكي واضافت اليها من جاذبيتها مسحة من الكحل السحري (ليأت، ليات) وهو ايضا بالنظر الى اسمه مثل رافعة نهديها (بوتيرو وكريمر 2005 ص 151 – 172)
وللتاكيد على دور الجنس والاغراء لدى عشتار تذكر الاسطورة ان حراس الابواب السبعة التي مرت بها عشتار في دخولها الى العالم الاسفل جردوها من جميع زينتها الانثوية. وحينما ارسل الاله (ايا) ليستعيدها من العالم الاسفل خلق هذا الرسول (خصيا) لا علاقة له بالخصب بحيث تنفتح في وجهه الابواب دون حرج، وعندما اعيدت الحياة الى عشتار برشها (بماء الحياة) اعيدت اليه زينتها (بوتيرو وكريمر ص 13).

الخاتمة :
احتلت النصوص الادبية الخاصة بالحب والغزل والعلاقات الجنسية مكانة متمزة بين الادبيات العراقية القديمة وكانت حافلة بايماءات غامضة ومجازات لاغزة من خلال اشارات التشبيه والاستعارة ، كما جاءت على وصف دقيق لطرق التجميل والموادالتجميلية المستخدمة من قبل المراة في حضارة بلاد الرافدين ، تلك المراة التي تمتعت بحرية واسعة بالمقارنة مع نظيرتها في المجتمعات القديمة الاخرى من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية ، اذ اهتمت المراة العراقية القديمة بحالات الاثارة الجنسية من خلال استعمال الحواس الانسانية التي تعبر عن العاطفة والاثارة الجنسية المتعة والتي جاءت على شكل اثارة حسية بصرية وسمعية او بالتذوق او بالشم . وقد لعبت الانثى في حضارة بلاد الرافدين دورا بارزا في قصائد الحب من خلال ابراز مواد التجميل التي كانت تستخدمها لكي تظهرها بالمظهر الجذاب امام حبيبها الرجل ، فكانت تغسل ملابسها بالصابون وتنظف جسدها بالماء والصابون بواسطة الاستحمام وتمسحه بالزيت لتنعم بشرتها وتلبس الازياء المختلفة ومن ضمنها حمالة الثدي وتتزين بالحلي والجواهر مثل لبس الاساور والخواتم والقلائد ودبابيس الشعر ، ومن ثم تضع مواد التميل على جسدها باستخدام مناضد التجميل فتكحل العينان بالكحل والاصباغ وتستعمل احمر الشفاه وتجمل البشرة والوجه وتصفف شعرها وتسرحه وتصبغه بالوان مختلفة وتقلم اظافرها ، كل ذلك لكي تهيء نفسها لملاقاة الحبيب او الزوج ، هكذا كانت المراة في بلاد الرافدين .

المصادر :
- اندريه ، فالتر : معابد عشتار القديمة في آشور – ترجمة عبد الرزاق كامل ذنون – مراجعة الترجمة د . نوال خورشيد سعيد – المراجعة الاثرية مسر سعيد العراقي – بغداد 1986 .
- باقر ، طه : ملحمة كلكامش – بغداد 1980 .
- بوتس ، دانيال تي : حضارة وادي الرافدين – الاسس المادية – ترجمة كاظم سعد الدين – مراجعة د . اسماعيل حجارة – بغداد 2006 .
- بوتيرو ، ج وكريمر ، ص. ن : اسطورة اينانا عشتار – ترجمة الاب البير ابونا – بغداد 2005 .
- الدملوجي ، فاروق : تاريخ الاديان – بيروت 2003 .
- ديورانت ، ول : قصة الحضارة – ج1 – ج2 – ترجمة زكي نجيب محمود – القاهرة 1965 .
- الراوي ، فاروق :جوانب من الحياة اليومية في بلاد الرافدين – حضارة العراق – ج3 – بغداد 1985 .
- ساكس ، هاري : عظمة بابل – ترجمة د. عامر سليمان – الموصل 1979 .
- ساكس ، هاري : قوة آشور – ترجمة د . عامر سليمان – بغداد 1999 .
- علي ، فاضل عبد الواحد : عشتار وماساة تموز – بغداد 1986 .
- كريمر ، صموئي نوح : طقس الزواج المقدس ونشيد الانشاد – ترجمة بديعة امين – آفاق عربية 2 (1979 ) .
- لابات ، رينيه : قاموس العلامات المسمارية – ترجمة الاب البير ابونا ود. وليد الجادر وخالد سالم اسماعيل – مراجعة د. عامر سليمان – بغداد 2004 .
- ليفي ، مارتن : الكيمياء والتكنولوجيا الكيميائية في وادي الرافدين –ترجمة وتعليق وتقديم د. محمود فياض المياحي و د. جواد سلمان البدري و د. جليل كمال الدين - يغداد 1980 .
- الماجدي ، خزعل : انجيل سومر - بيروت 1998 .
- محمد علي ، ياسمين : الاثاث في العصر الاشوري الحديث 911-612 ق.م – رسالة ماجستير غير منشورة – جامعة بغداد 2004 .
- المعماري ، رعد سالم محمد جاسم : الاحجار والمعادن في بلاد الرافدين في ضوء المصادر المسمارية – رسالة ماجستير غير منشورة - جامعة الموصل 2006 .

Bahrani , Z : Jewerly and personal arts in ancient western Asia , in (CANE ) newyork , 1995 .
Bealien,P.A ; The pantheon of Uruk during the new Babylonian period ,Leiden - Bosten , 2003 .
Black,J , et.al ; The literature of ancient Sumer , Oxford , 2004
Bottero,J ; Every day life in ancient Mesopotamia , Translated by ; Antonia Nevil , Baltimor , Meryland , 2002 .
Collion , D ; Clothing and grooming in ancient western Asia , In (CANE) , Newyork 1995 .
Forbers,R.J ; Studies in ancient Technology , VOL.5 , Netherland 1965 .
Jacobsen, Th ; The harp that once , London , 1987 .
Joan , C.H.W ; Assyrian deed and documents , London , 1923 .
Kramer , S.N ; The sacred marriage rite , London 1969 .
Leick , G ; Sex and Eroticism in Mesopotamian literature, Newyork , 1994 .
Nemet – Nejat , K r ; Daily life in ancient Mesopotamia , Henderickson , 2002 .
Rugehe,M ; The buety in ancient Iraq , Translated by : Machchel , D ; London 2003 .
Stol , M ; Private life in ancient Mesopotamia , In : (CANE) , Newyork, 1995 .
Thompson , R.C ; A Dictionary of Assyrian Chemestry and Geology , Oxford , 1936 .
Wolkstein , D and Kramer, S.N ; Inanna queen of haven and earh , London , 1983 .

المختصرات :
CDA : Jermy , Black , et .al ; A Concise Dictionary of Akkadian , Vol . 5 , Wiesbaden , 2000 .
CANE : Civilization of the ancient Near East , Edited by , M.J . Sasson , Newyork , 1995 .

Comments powered by CComment

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker