أنجازات

عدسة نمرود

كتب بواسطة: Salam Taha on . Posted in أنجازات عراقية

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

حجر كريستالي ربما  يكون استخدم من قبل الاشوريين لاغراض التكبير في المشاهدات الفلكية كعدسة مكبرة، يبلغ عمرها 3000 سنة وقد تم اكتشافها في موقع مدينة النمرود الاثرية  وهي الان محفوظة في المتحف البريطاني.

 

 

 تقديم بقلم د. احمد كامل

ي عام 1850 ، اكتشف اوستن لايارد في الغرفه AB من القصر الشمالي الغربي في مدينة كالخو / نمرود ، قطعة دائرية الشكل معمولة من حجر الكرستال الصخري بلغ قطرها 38 مليمترا وسمكها 23 مليمتر ، ارخت بين زمن حكم الملكين آشور دان الثالث وسرجون الثاني 750-710 ق.م ، وقد وجد لايارد هذه القطعة مدفونة تحت قطع زجاجية أخرى تشبه مينا جسم ما ربما كان مصنوعا من الخشب أو العاج وقد تحطم ، واعتقد انها عدسه ، لذلك سميت بـ (عدسة نمرود) او (عدسة لايارد) // معروضة في المتحف البريطاني
العدسة بيضاوية قليلاً ولها أرضية خشنة ، لها نقطة محورية بعدها حوالي 11 سم من الجانب المسطح وطول بؤري بحوالي 12 سم من الجانب المحدب مما يجعله مكافئًا لعدسة مكبرة × 3. يحتوي سطح العدسة على اثني عشر تجويفًا تم فتحها أثناء القطع والتي من الممكن أن كانت تحتوي على النفتا أو بعض السوائل الأخرى المحتجزة في البلورة الخام. ومنذ اكتشافها ظهرت عدة اراء في ماهيتها ووظيفتها وهل هي عدسة فعلا ام لا ؟ وبحسب تلك الاراء ، فان استخدامها كان اما كمكبره : لان الحرفيين الآشوريين صنعوا نقوشًا معقدة ووجد مكتشف العدسة نقوشًا دقيقة جدًا على القطع الأثرية الآشورية التي اشتبه في أنها تحققت بمساعدة عدسة / او انها استخدمت لتركيز اشعه الشمس لأذابة الذهب : وهذا رأي ضعيف لان الذهب يذوب بدرجة حراره 1093 مئويه ويحتاج الى (عدسه) كبيره جدا وسطوحها صقيلة لوضعها تحت اشعة الشمس واشعال النار في حين كان لدى الاشوريين بدائل اخرى اسرع / او انها استخدمت للذين يعانون ضعف الرؤيا اي كنظاره وهو رأي ضعيف ايضا لان الرؤيا من خلالها غير واضحة / او كما اقترح الايطالي بتيناتو انها كانت تستخدم من قبل الآشوريين كجزء من تلسكوب وهذا يفسر معرفتهم بعلم الفلك : وهذا الرأي غير مقنع اذ ان عدسة ابسط تلسكوب يجب ان تكون صقيله وبقوة تكبير × 7 لكي يمكن مشاهدة الكواكب القريبة من الارض ، كما انه لا يوجد ذكر لتلسكوب في أي من الكتابات الفلكية الآشورية العديدة الباقية.
 
متابعات العراق في التاريخ ( اعداد سلام طه )
الرأي المقبول حاليا لدى الاثاريين والذي جاء من امين المتحف البريطاني هو : بما انه لا يوجد اي دليل على أن الآشوريين استخدموا العدسات في مجال الرؤية البصرية ، على سبيل المثال للتكبير أو التلسكوب أو لإشعال النار ، فأن (العدسه) كانت احدى القطع المستخدمة في ترصيع الاثاث ، تماما مثل الاثاث في وقتنا الحالي الذي يرصع بعضه بقطع زجاجيه ملونه او مرايا صغيره ، وبذلك تنسب طريقة تزيين الاثاث هذه للاشوريين دون سواهم.

إن عدسة النمرود هي قطعة من الكريستال عمرها 3000 سنة، والتي اخرجها من الأرض الآثاري أوستن هنري لايارد في القصر الآشوري في مدينة نمرود. وربما كانت تستعمل كعدسة مكبرة، إو كزجاجة حريق لإشعال النار عن طريق تركيز أشعة الشمس. لقد صنع الحرفيون الآشوريون أدوات دقيقة الصنع وقد يكونوا استعملوا مثل هذه العدسة في صناعتهم.

ويرى العالم الإيطالي جيوفاني بتيناتو من جامعة روما أن الآشوريين استعملوا هذه العدسة كجزء من تليسكوب. وقد يبين هذا السبب في أن الآشوريين القدامى كانوا يعلمون الكثير عن علم الفلك. (راجع علم الفلك البابلي). لكن الخبراء في التاريخ الآشوري القديم غير مقتنعين بهذا الرأي، حيث يشكون بأن نوع الزجاج في هذه العدسة غير كاف لاستعمالها في هذا المجال. كان الآشوريون القدامى يرون الكوكب ساترن كإلاه محاط بحلقة من الثعابين، والتي يقترح بتيناتو بأن ذلك كان تفسيرهم لحلقات ساترن التي تشاهد بالتليسكوب. ويقول خبراء آخرون بأن الثعابين غالبا ما تذكر في الأساطير الآشورية، وبرون بأن ليس هناك أي ذكر للتليسكوب في أي من الكتابات الفلكية التي بقيت من الآشوريين.

وعندما رجع لايارد إلى بريطانيا عرض هذه القطعة على العالم الفيزياوي ديفيد بروور والذي تصور بأنها ربما كانت تستعمل كزجاجة تكبير لتركيز أشعة الشمس. وكعدسة مكبرة فربما كانت مفيدة جدا للحرفيين الآشوريين الذين كانوا يصنعون أختاما دقيقفة الصنع ونصوصا صغيرة الحجم على ألواح من الطين باستعمال خطوط كتابة مسمارية الشكل.

ولا يتفق الجميع على ذلك. فهناك خبراء بالآثار الآشورية يقولون بأن هذه العدسة مصنوعة من زجاج واطيء النوعية بحيث ستكون وسيلة رديئة النوع كوسيلة للرؤية. وحتى الذين قد يتفقون على أن قد تكون عدسة في حقيقة الأمر يقولون بأن من غير المحتمل أن تكون جزءا من تليسكوب.

ويرد البروفيسور بتيناتو بالسؤال: كيف استطاع الآشوريون القدامى أن يروا الكوكب ساترن كإلاه محاط بحلقة من الثعابين؟ هل من الممكن أنهم قد رأوا حلقات ساترن من خلال تليسكوب، وفسروها بأنها ثعابين؟ لكن خبراء آخرون يظلزن غير مقتنعين، ويشيرون إلى أن الآشوريين قد استعملوا رموز الثعابين في عديد من الأماكن. ويضيفون بأن لا وجود لأي ذكر في كتاباتهم عن الفلك لمثل هذه الآلة. يضاف إلى ذلك أن كان عند غاليليو تليسكوبا حقيقيا استطاع بواسطته أن يرى الكثير من خصائص الأجرام السماوية، لكنه لم يستطع التعرف على حلقات ساترن بكونها حلقات واضحة المعالم؛ وكان الكوكب يبدو له بأنه بكل بساطة جسما غريبا بأنشوطتين.

 

وبقدر معلوماتنا فإن غاليليو كان أول من أدار التليسكوب نحو السماء، مع أن هذه الآلة قد سبق استعالها كثيرا في لأغراض العسكرية والتجارية. فإذا كانت عدسة نمرود قد استعملت كجزء من تليسكوب بدائي فهناك إذا قضية آلة اخترعت ثم نسيت.

غير أن هذه الآلة من نمرود ليست فريدة من نوعها في العالم القديم. فهناك آلة فريدة أخرى يبدو أنها عدسة يعود تاريخها إلى القرن الخامس ق م تقريبا، وجدت في كهف في جبل إيدا فيجزيرة كريت. وهذه العدسة أقوى ومن نوعية من الزجاج أفضل من عدسة نمرود. كما أن الكاتبين الرومانيين پليني وسينيكا قد أشارا كلاهما إلى عدسة كانت تستعمل من قبل حفار في مدينة پومـپي.

من الممكن أن يكون علم البصريات أقدم كثيرا مما كنا نظن. غير أن بلورة نمرود ربما كانت مجرد قطعة زينة. ونعم، لربما أنها كانت تستعمل كعدسة أيضا. وبدون أدلة قاطعة فلا أحد يعرف تماما.

 

 

 

Comments powered by CComment

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker