
ولد في 30 اب/اغسطس 1914 (جنوب شرق)، باحثا في المركز الوطني للابحاث العلمية (سي ان ار اس) من 1947 الى 1958 قبل ان يدرس تاريخ الاستشراق في معهد الدراسات العليا في باريس
انخرط في سلك الرهبانية الدومينكية وعمره سبعة عشر عاما، فوجهه الرهابنة آنذاك الى دراسة الكتاب المقدس، وبعد تخرجه شرع يُدرسه للطلبة، لكنه كما يقول: كان من المستحيل عليه ان يحكم على المستوى التاريخي لبعض مقاطع الكتاب المقدس، كالخطيئة الاصلية والطوفان والزوجين الاوليين، ولا بد دائما من شاهد وبدون وثائق، لا وجود للتاريخ، وفي الحالة هذه فانه لا وجود وثيقة او شاهد على وقوع الخطيئة الاصلية طالما ان الانسان أنفصل عن الجو المشترك منذ ثمانية ملايين سنة، فأية وثيقة تاريخية يمكن ان تثبت لنا تاريخ الخطيئة الاصلية في غياب الوثيقة والشاهد؟
كان لا بد للمؤرخ من اعتبار مرويات الكتاب المقدس مجرد رموز واساطير، جاء الدليل على صحة ذلك بالعثور على اساطير بلاد الرافدين التي قضى جان بوتيرو خمسين عاما من عمره وهو يعمل على فك الغازها.
يقول المفكر الدكتور محمد آركون: «البروفسور بوتيرو مختص بحضارة وادي الرافدين، اي بالحضارة الآشورية والاكادية والسومرية، ثم بشكل اخص الاديان السامية القديمة، او اديان الشرق الاوسط القديم، وهي الاديان التي سبقت الدين اليهودي وانبثاق فكرة الإله الواحد المتعالي لاول مرة.
وفي مقدمتها التي اسمتها «بعد ظهيرة يوم شتائي في وادي شيفروز» تقول المؤلفة المحاورة ايلين مونسكاريه: «جان بوتيرو حقل دراسته واسع جدا، فقد تخصص بادئ الامر في تاريخ اقدم الديانات السامية، وراح يشتغل على العهد القديم ولغات الكتاب المقدس، وعمل باغارته على الكتلة الهائلة لارشيف حضارة ما بين النهرين القديمة، الموزع على ما يقرب من ثلاثة آلاف عام من التاريخ، حيث ثابر على اضاءة كثير من مقاطعات منطقة ما بين النهرين الهائلة: ولادة الكتابة، الرُّقية، السحر، والتنجيم، الدين، الميدان الاقتصادي والقانوني، نصوص اسطوية اكادية، ترجمة ملحمة جلجامش، تاريخ الكتاب المقدس ومسائل دينية متعلقة به، هي بعض القضايا التي عالجها بحثا عن العقلانية التي تحكمها كلها، فانه لحسن الحظ عمد الى استكشافها عن طريق وضع النقاش الفلسفي والتأويل التاريخي احدهما الى جوار الآخر.
وتصف ايلين مونسكاريه استاذ حضارة ما بين النهرين القديمة: بانه هادئ البال في المعرفة، متين في علمه وهب طبعا حازما يعرف كيف يجنب قارءه النظام المرجعي الثقيل الذي كثيرا ما يسحب انصار العلوم. وبقي مخلصا لنفسه التي لم تَْع قطُّ للسيطرة على حلقه من المريدين، وفي سكنه في منزله الريفي في وادي شيفرون وضع اعماله دون ان يكترث بملاءمتها للذوق المعاصر.
ان الحضارة في ما بين النهرين ولدت فوق آثار اقدم، لكنها ولدت بشكل رئيسي من تكافل طويل سومري- اكادي، اي سومري سامي، بل لقد أثر افراد الثقافتين كل منهما في الاخر على نحو متبادل وبالتالي غير كل منهم الاخر مع تفوق سومري في البداية ولمدة لا بد انها طويلة الى حد ما.
وحول بداية علم الاشوريات يقول: قلت لنفسي هل ولد علم الآشوريات بعد هذا الفراغ الاسود الكبير؟ الذي لم يخرج منه سوى مصباح خفيف النور بيد «بنجامين دي كوديل» في القرن الثاني عشر؟ هل ولد مع «بيتيرو ديلا فالي» الذي جذب الانتباه الى الكتابة المسمارية؟ ام انه ظهر عندما حُلَّت جميع الرموز؟ في الحقيقة في التاريخ لا توجد ولادة حقيقية او ظهور مفاجئ هناك شيء سابق على الدوام، ويمكن تحديد ولادة العلم الذي نذر نفسه له، في الوقت الذي بدأنا نقول فيه لانفسنا: لقد عثرنا على مفتاح مخزن الغلال القديم المنسي هذا!!
ومن المؤكد في الشرق منذ الالف الاولى قبل عصرنا كانت بابل مدينة المدن، المدينة الاكثر شهرة والاوسع صيتا ودوَّى اسمها طويلا ايضا حتى بعد موتها، وهي لم تكن العاصمة المبجلة لمملكة شهيرة عريقة ثرية يعجب الجميع بها، ويخشون جانبها، لكن المسافرين القدماء فتنوا بفخامتها وتحدثوا عنها.
وحول الاعياد الدينية التي قام بترجمتها عن السومرية والأكادية، وقضى شطرا من حياته العلمية وهو يفك رموزها ويعكف عليها يتحدث جان بوتيرو: انه كان هنالك اعياد في اكثر الاحيان، اعياد عادية يمكن تكرارها خلال السنة الطقسية او اعياد فوق عادية، تم تسجيل معظم شعائرها كتابة ايضا تجنبا لتغيير اي شيء فيها، ولذا لم تحفظ لنا شعائر المعبد الرئيسي الاحتفال برأس السنة الجديدة في -آذار- الا جزئيا.
وكان هذا العيد يستمر حوالي اثنتي عشر يوما، وكانت مراسمه اليومية معقدة تقريبا، حيث ينتهي بطواف كبير يتم فيه نقل الآلهة، ممثلة بتماثيلها بأبهه في العربات والمراكب الى ملاذ مقدس خارج الاسوار.
ويقول: انه مع النهضة الكبيرة التي دشنها حمورابي ظهر في بابل دون شك كاتب قدير تحركه فكرة كبيرة لجمع كل هذه المواد ومزجها عن طريقه، باضافة عدد معين من الملامح اليها من بنات افكاره، او باقتباسها من الفلكلور والشفوي ايضا عن طريق اعادة بناء مغامرات جلجامش على طريقته.
وقد اصدر نحو ثلاثين كتابا ركزت خصوصا على بلاد ما بين الرافدين والكتاب المقدس مثل "ديانة بابل" (1952) و"مع البداية كانت الالهة" (2004). ونشر له عام 1996 "نحن والشرق القديم. الكتابة والعقل والالهة" بالاشتراك مع المتخصص في الحضارة اليونانية جان بيار فرنان وكلاريس هرنشميت. .
كان لا بد للمؤرخ من اعتبار مرويات الكتاب المقدس مجرد رموز واساطير، جاء الدليل على صحة ذلك بالعثور على اساطير بلاد الرافدين التي قضى جان بوتيرو خمسين عاما من عمره وهو يعمل على فك الغازها.
يقول المفكر الدكتور محمد آركون: «البروفسور بوتيرو مختص بحضارة وادي الرافدين، اي بالحضارة الآشورية والاكادية والسومرية، ثم بشكل اخص الاديان السامية القديمة، او اديان الشرق الاوسط القديم، وهي الاديان التي سبقت الدين اليهودي وانبثاق فكرة الإله الواحد المتعالي لاول مرة.
وفي مقدمتها التي اسمتها «بعد ظهيرة يوم شتائي في وادي شيفروز» تقول المؤلفة المحاورة ايلين مونسكاريه: «جان بوتيرو حقل دراسته واسع جدا، فقد تخصص بادئ الامر في تاريخ اقدم الديانات السامية، وراح يشتغل على العهد القديم ولغات الكتاب المقدس، وعمل باغارته على الكتلة الهائلة لارشيف حضارة ما بين النهرين القديمة، الموزع على ما يقرب من ثلاثة آلاف عام من التاريخ، حيث ثابر على اضاءة كثير من مقاطعات منطقة ما بين النهرين الهائلة: ولادة الكتابة، الرُّقية، السحر، والتنجيم، الدين، الميدان الاقتصادي والقانوني، نصوص اسطوية اكادية، ترجمة ملحمة جلجامش، تاريخ الكتاب المقدس ومسائل دينية متعلقة به، هي بعض القضايا التي عالجها بحثا عن العقلانية التي تحكمها كلها، فانه لحسن الحظ عمد الى استكشافها عن طريق وضع النقاش الفلسفي والتأويل التاريخي احدهما الى جوار الآخر.
وتصف ايلين مونسكاريه استاذ حضارة ما بين النهرين القديمة: بانه هادئ البال في المعرفة، متين في علمه وهب طبعا حازما يعرف كيف يجنب قارءه النظام المرجعي الثقيل الذي كثيرا ما يسحب انصار العلوم. وبقي مخلصا لنفسه التي لم تَْع قطُّ للسيطرة على حلقه من المريدين، وفي سكنه في منزله الريفي في وادي شيفرون وضع اعماله دون ان يكترث بملاءمتها للذوق المعاصر.
ان الحضارة في ما بين النهرين ولدت فوق آثار اقدم، لكنها ولدت بشكل رئيسي من تكافل طويل سومري- اكادي، اي سومري سامي، بل لقد أثر افراد الثقافتين كل منهما في الاخر على نحو متبادل وبالتالي غير كل منهم الاخر مع تفوق سومري في البداية ولمدة لا بد انها طويلة الى حد ما.
وحول بداية علم الاشوريات يقول: قلت لنفسي هل ولد علم الآشوريات بعد هذا الفراغ الاسود الكبير؟ الذي لم يخرج منه سوى مصباح خفيف النور بيد «بنجامين دي كوديل» في القرن الثاني عشر؟ هل ولد مع «بيتيرو ديلا فالي» الذي جذب الانتباه الى الكتابة المسمارية؟ ام انه ظهر عندما حُلَّت جميع الرموز؟ في الحقيقة في التاريخ لا توجد ولادة حقيقية او ظهور مفاجئ هناك شيء سابق على الدوام، ويمكن تحديد ولادة العلم الذي نذر نفسه له، في الوقت الذي بدأنا نقول فيه لانفسنا: لقد عثرنا على مفتاح مخزن الغلال القديم المنسي هذا!!
ومن المؤكد في الشرق منذ الالف الاولى قبل عصرنا كانت بابل مدينة المدن، المدينة الاكثر شهرة والاوسع صيتا ودوَّى اسمها طويلا ايضا حتى بعد موتها، وهي لم تكن العاصمة المبجلة لمملكة شهيرة عريقة ثرية يعجب الجميع بها، ويخشون جانبها، لكن المسافرين القدماء فتنوا بفخامتها وتحدثوا عنها.
وحول الاعياد الدينية التي قام بترجمتها عن السومرية والأكادية، وقضى شطرا من حياته العلمية وهو يفك رموزها ويعكف عليها يتحدث جان بوتيرو: انه كان هنالك اعياد في اكثر الاحيان، اعياد عادية يمكن تكرارها خلال السنة الطقسية او اعياد فوق عادية، تم تسجيل معظم شعائرها كتابة ايضا تجنبا لتغيير اي شيء فيها، ولذا لم تحفظ لنا شعائر المعبد الرئيسي الاحتفال برأس السنة الجديدة في -آذار- الا جزئيا.
وكان هذا العيد يستمر حوالي اثنتي عشر يوما، وكانت مراسمه اليومية معقدة تقريبا، حيث ينتهي بطواف كبير يتم فيه نقل الآلهة، ممثلة بتماثيلها بأبهه في العربات والمراكب الى ملاذ مقدس خارج الاسوار.
ويقول: انه مع النهضة الكبيرة التي دشنها حمورابي ظهر في بابل دون شك كاتب قدير تحركه فكرة كبيرة لجمع كل هذه المواد ومزجها عن طريقه، باضافة عدد معين من الملامح اليها من بنات افكاره، او باقتباسها من الفلكلور والشفوي ايضا عن طريق اعادة بناء مغامرات جلجامش على طريقته.
وقد اصدر نحو ثلاثين كتابا ركزت خصوصا على بلاد ما بين الرافدين والكتاب المقدس مثل "ديانة بابل" (1952) و"مع البداية كانت الالهة" (2004). ونشر له عام 1996 "نحن والشرق القديم. الكتابة والعقل والالهة" بالاشتراك مع المتخصص في الحضارة اليونانية جان بيار فرنان وكلاريس هرنشميت. .
Comments powered by CComment